الإثنين, أغسطس 11, 2025
الرئيسيةمقالاتبين كامل إدريس وتيس الحسانية: من يسيطر على مؤسسات الدولة فعلاً؟ ...

بين كامل إدريس وتيس الحسانية: من يسيطر على مؤسسات الدولة فعلاً؟ بقلم : حمد يوسف حمد

في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها السودان، جاءت تصريحات رئيس الوزراء كامل إدريس التي تحدث فيها عن وجود “طابور خامس” داخل مؤسسات الدولة لتثير جدلاً واسعاً. فما بين محاولات التحذير من هذا الطابور وتأثيره على أداء الدولة، يتساءل الكثيرون: كيف لرئيس الوزراء أن يعلن عن قوى تعمل ضد مصالح الدولة وهو نفسه يقود الجهاز التنفيذي؟

تناقضات في الموقف السياسي

كامل إدريس، كرئيس وزراء، هو المسؤول الأول عن إدارة مؤسسات الدولة وقيادتها نحو الاستقرار والتنمية. وعندما يصرح بوجود “طابور خامس” يعمل داخل هذه المؤسسات، فإن ذلك يعكس إما ضعفًا في السيطرة أو غموضًا في تحديد المسؤوليات.

مثال على ذلك: ملفات الفساد المستشري في بعض الوزارات والهيئات الحكومية، التي لم تحظَ بتدخل واضح وفعال من الحكومة، رغم وعود متكررة بمحاربة الفساد. ما يعني أن “الطابور الخامس” يستطيع أن يمارس نشاطاته دون عائق حقيقي.

هل هو تبرير للفشل الإداري؟

يُنتقد كامل إدريس على أن حديثه عن وجود “طابور خامس” قد يُستخدم كذريعة لعدم تحقيق نتائج ملموسة في قضايا حساسة مثل:

الانهيار الاقتصادي المستمر مع ارتفاع الأسعار وانهيار العملة المحلية.

الفشل في توفير الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه.

هذه الملفات تظهر ضعف الأداء الحكومي، ولا يمكن تحميل المسؤولية دائمًا على أطراف داخل المؤسسات، خاصة إذا لم يُعلن عن خطوات إصلاحية واضحة ومتابعة حقيقية.

تأثير التصريحات على ثقة المواطن

تصريحات رئيس الوزراء التي تحذر من “طابور خامس” تزيد من حالة عدم الثقة بين المواطن والدولة، وتُشعر الموظفين وأفراد المجتمع بأنهم محاطون بشكوك واتهامات غير واضحة، ما يؤدي إلى:

إضعاف روح العمل الجماعي داخل مؤسسات الدولة.

زيادة الفجوة بين القيادة التنفيذية والجهاز الإداري.

خلق جو من التوتر وعدم الاستقرار داخل الجهاز الحكومي.

ضرورة العمل الجاد والشفافية

في وقت يحتاج فيه السودان إلى تضامن كل مؤسساته وطاقاته لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية، ينبغي على القيادة أن:

تعلن خطة واضحة للإصلاح الإداري ومكافحة الفساد.

تضع آليات شفافة لمساءلة كل من يثبت تورطه في تعطيل العمل أو الفساد.

تعمل على بناء مؤسسات قوية ومستقلة تعزز من استقرار الدولة وثقة المواطن.

آخر الكلام: تصريحات كامل إدريس عن وجود “طابور خامس” في مؤسسات الدولة تعكس أزمة حقيقية في الإدارة والسيطرة، لكنها تطرح تساؤلات حول جدية الخطوات التي تتخذها الحكومة لمعالجة تلك التحديات. المواطن السوداني ينتظر من قيادته أفعالاً واضحة وحلولاً عملية، لا كلمات تُكرر تبرر الفشل وتزيد من تعقيد الأزمة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات