الخميس, أغسطس 7, 2025
الرئيسيةمقالاتانفجار الأوضاع في جنوب السودان: صراع "سلفاكير ومشار" يعيد البلاد إلى حافة...

انفجار الأوضاع في جنوب السودان: صراع “سلفاكير ومشار” يعيد البلاد إلى حافة الهاوية. بقلم: حمد يوسف حمد

جوبا – تترنح دولة جنوب السودان مجددًا على وقع تصاعد التوترات السياسية والعسكرية بين الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه الأول رياك مشار، في مشهد يعيد إلى الأذهان شبح الحرب الأهلية التي عصفت بالبلاد منذ عام 2013، وسط مخاوف إقليمية ودولية من انزلاق الأوضاع نحو موجة عنف جديدة.

ورغم مرور سبعة أعوام على توقيع اتفاق السلام بين الطرفين، فإن تطبيق بنوده ما يزال متعثرًا، خاصة فيما يتعلق بملف توحيد القوات، وإجراء الانتخابات، وتوزيع السلطة، مما أجّج التوترات في الشهور الأخيرة، لا سيما في ولايات أعالي النيل والوحدة.

مأزق سياسي وأمني

وقالت مصادر مطلعة في جوبا إن خلافات حادة نشبت داخل مجلس الوزراء الانتقالي بشأن الجدول الزمني للانتخابات، في ظل اتهامات من جانب المعارضة بقيادة مشار للرئيس سلفاكير بمحاولة التفرّد بالسلطة.

ويأتي ذلك في وقت أفادت فيه تقارير محلية بحدوث تحركات عسكرية مريبة، وخرق لوقف إطلاق النار في بعض المناطق، مما يهدد بتفجير الوضع الميداني من جديد.

عودة إلى جذور الصراع

ويعود الخلاف بين سلفاكير ومشار إلى بدايات دولة جنوب السودان عقب الانفصال عن السودان في 2011، حيث سرعان ما تفجّر صراع على النفوذ داخل الحركة الشعبية، تعمّق لاحقًا بانقسام قبلي حاد بين الدينكا (التي ينتمي إليها سلفاكير) والنوير (التي ينتمي إليها مشار)، وأدى إلى حرب أهلية دامية استمرت حتى توقيع اتفاق 2018.

ورغم عودة مشار إلى منصبه كنائب أول، فإن تنفيذ بنود الاتفاق ظل يسير ببطء، وسط اتهامات متبادلة بالتلكؤ وعدم الجدية، إلى أن بلغ التوتر الحالي ذروته.

تحذيرات من انهيار شامل

وأعربت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (UNMISS) عن قلقها العميق من الوضع، داعية الأطراف إلى ضبط النفس، واستكمال مسار السلام، وتنفيذ الإصلاحات السياسية والأمنية الضرورية قبل أي استحقاق انتخابي.

وحذرت من أن عودة القتال ستقود إلى كارثة إنسانية جديدة، في بلد يعاني بالفعل من الجوع، وانهيار البنية التحتية، ونزوح أكثر من مليونَي شخص داخليًا.

المواطن هو الضحية

في خضم هذا المشهد القاتم، يبقى المواطن الجنوبي هو الخاسر الأكبر. فالصراع السياسي يعطل التنمية، ويقضي على فرص التعافي الاقتصادي، ويهدد حلم الدولة الوليدة بالتحول إلى نموذج ناجح في أفريقيا.

مطلوب إرادة سياسية حقيقية

ويرى محللون أن خروج جنوب السودان من أزمته يتطلب:

إرادة سياسية صادقة من القادة لإنهاء الصراع.

دعم دولي فعّال لتنفيذ اتفاق السلام.

تجاوز الانتماءات القبلية لصالح بناء دولة مؤسسات وقانون.

آخر الكلام :
الفرصة الأخيرة
تبدو جنوب السودان اليوم وكأنها تقف عند مفترق طرق:
فإما أن يمضي قادتها في طريق التفاهم والسلام،
وإما أن يُعيدوا البلاد إلى مستنقع الدم والدمار.

ومع اقتراب موعد الانتخابات الموعودة، تبقى العيون مفتوحة على جوبا، بانتظار ما إذا كانت ستكتب فصلاً جديدًا في مسيرة الدولة… أم أنها ستعود إلى الدوامة من جديد.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات