بين تعقيدات المشهد السوداني المتداخل، تبرز كاودا في جنوب كردفان ليس فقط كمعقل قديم لحركة عبدالعزيز الحلو، بل كهدف استراتيجي أصبح تحريره ضرورة ملحة لإعادة صياغة المشهد العسكري والسياسي في السودان.
لقد أصبح واضحًا أن تحالف الحركة الشعبية مع قوات الدعم السريع ليس تحالفًا تكتيكيًا فحسب، بل مشروعًا مشتركًا لضرب وحدة السودان، وتفكيك ما تبقى من مؤسسات الدولة، خاصة الجيش السوداني، درع الوطن وحاميه.
■ كاودا… القلعة التي تغذي الفوضى
كاودا اليوم هي:
غرفة عمليات مشتركة بين التمرد العرقي والعصابات المسلحة.
موقع تدريب وتخزين وتسليح مدعوم خارجيًا.
قاعدة خلفية لمناورات الدعم السريع غربًا نحو دارفور، وشرقًا نحو النيل الأزرق.
تحرير كاودا سيفكك هذا التحالف، ويعزل الحركة الشعبية عن الدعم اللوجستي والعسكري، ويربك كل حسابات المليشيا في جبهات دارفور التي تعتمد على التنسيق والتكامل مع جبهة كاودا.
■ التقنية العسكرية الجديدة… سلاح الحسم
لم تعد الحروب تُحسم فقط بالجيوش التقليدية، بل أصبحت المعارك تُدار بذكاء تقني عالي. وقد برهنت القوات المسلحة السودانية قدرتها على تطوير أساليبها، ودمج المسيرات الحربية في معاركها، بدقة فائقة.
فالهجوم على كاودا لم يعد مستحيلًا، بل هو أمر قابل للتنفيذ السريع والدقيق عبر:
المسيرات الحربية الهجومية لاستهداف مراكز القيادة والتخزين.
المراقبة الجوية المتواصلة لعزل الدعم الخارجي ومنع حركة الإمداد.
إسناد بري نوعي محدود ومركّز بعد تمهيد جوي كثيف.
بمعنى آخر: تحرير كاودا صار أسهل مما يتخيله البعض، إذا توفرت الإرادة السياسية والعسكرية.
■ معركة كاودا… بوابة لحسم الصراع الوطني
تحرير كاودا لا يُعد فقط مكسبًا عسكريًا، بل هو:
تغيير شامل لحسابات الحرب في دارفور والنيل الأزرق.
ضرب استباقي لتحالف التمرد قبل أن يكتمل مشروعه.
رسالة للداخل والخارج أن السودان لن يُجزأ ولن يُخضع.
■ آخر الكلام :
كاودا هدف مشروع، واستعادتها ضرورة وطنية. فالجيش السوداني اليوم يمتلك القدرة والخبرة والتقنية لفرض السيادة، وتوجيه ضربة قاصمة لمشروع تقسيم السودان.
التحرك نحو كاودا ليس مغامرة، بل قرار مدروس يربك العدو، ويوحّد الجبهة الداخلية، ويفتح الباب نحو نهاية التمرد، وبداية السودان المستقر الحر.