الأحد, أغسطس 3, 2025
الرئيسيةمنوعاتيا ثائرة… يا نبوءة الفجر ...

يا ثائرة… يا نبوءة الفجر إبتسام حفيظي /الجزائر.

يا ثائرة… يا نبوءة الفجر
يا من تخطين على الأبجدية
كما تخطّ النارُ على جلد الذاكرة،
وترتفعين كعزفٍ عميق
من وترٍ غامضٍ
استفاق على نبض العاشقين…
صوتكِ؟
زمردةٌ ضلّت الطريق إلى التاج،
فآوت إلى فم الفجر،
حيث ينكسرُ السكونُ
على خدّ الصباح،
ويهمس النسيمُ المتعثر..
مرّت ثائرة من هنا
فارتعش الوردُ حياءً،
واختبأت الفراشات تحت أكمام الزهور
أيُّ امرأةٍ أنتِ ياثائرتي ؟
أم شظيةُ مجرّةٍ سقطت من جيب الغيب،
واستقرت في فستانٍ من نجومٍ والدهشة؟
حين تضحكين…
تتفتّح الشقوق في وجه الحزن،
وتفرُّ العصافيرُ من أقفاص يديّ،
كأنّكِ تهمسين للنَاي:
تعلّم النشيد من وجعي…
عيناكِ؟
كأنها مدنٌ منسيةٌ
يُقيم فيها الغرقى،
يرسلون رسائلهم في زجاجة نظرة،
ويكتبون على الغروب:
ألقِ علينا رمشًا…
فقد تعب الموج من احتضارنا.
يا ثائرة..
لا أهفت اسمكِ،
بل أستحضر زلزاله،
أنتِ أنثى تشعل اللغةَ
وتنثر الجوري على معاجم العاشقين،
بعينٍ واحدة،
تكسر صمت مئات الصفحات.
تتكوّنين من رجفة،
من ندى نسي كيف يجف،
من مفرداتٍ
تنبت في حقولٍ لم يكتشفها النحو بعد،
وحين تمسكين بالميكروفون،
تهبط عليكِ استعارةٌ
من حنجرة الغيم.
يا سلطانة …
حين تنطقين،
تعتنق الحروف صمتَها،
ويُصبح الهواء نبيًّا
يتلو علينا أجود الكلام
ويُغلق أبواب الحواس…
إلا آذان الذين أحبّوكِ.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات