الجمعة, أغسطس 1, 2025
الرئيسيةمقالاتالعودة الطوعية للسودانيين: نعم للعودة… ولكن ماذا بعد؟ بقلم: حمد...

العودة الطوعية للسودانيين: نعم للعودة… ولكن ماذا بعد؟ بقلم: حمد يوسف حمد

في خضم الحديث المتزايد عن العودة الطوعية للاجئين السودانيين، ترتفع الأصوات مرحبة بالفكرة كطريق طبيعي نحو إنهاء معاناة اللجوء والغربة. فالوطن هو الأصل، والرجوع إليه هو الحلم. لكن يظل السؤال الأكثر إلحاحًا: هل هناك تخطيط حقيقي لما بعد العودة؟ وهل قدّرت الدولة ظروف العائدين؟

واقع بلا أدنى مقومات

الآلاف من السودانيين الذين اضطروا للهجرة القسرية بسبب الحرب، غادروا الوطن بملابسهم فقط، لا يملكون شيئًا. واليوم، تُطرح العودة كخيار، دون أن يُقدّم لهم أي ضمان أو دعم حقيقي للبدء من جديد.

إن العودة إلى وطن محطم، دون مأوى، دون غذاء، دون رعاية صحية، ودون مصدر دخل، ليست عودة بل مأساة متكررة.
حتى داخل الوطن، لا تزال التكايا تقدم الطعام للمواطنين في مشهد محزن يُلخص انهيار البنية الاقتصادية والاجتماعية.

نعم للعودة… ولكن بكرامة

نعم، كل سوداني يتوق إلى وطنه، لكن الكرامة هي الأساس.
لا معنى للعودة دون خطة وطنية واضحة تراعي:

الإيواء الفوري للعائدين.

توفير فرص العمل أو برامج تدريب مهني.

دعم نفسي واجتماعي للأسر المتأثرة بالحرب واللجوء.

ضمان الأمان وعدم التمييز أو الملاحقة.

هل هناك تخطيط؟

حتى الآن، لم تُعلن الدولة عن خطة متكاملة لاحتواء العائدين.
لم يُنشأ صندوق لدعمهم، ولا توفرت بنية تحتية تستقبلهم، ولا جهاز يُعنى بتسجيلهم ومتابعتهم وتسكينهم.
يبدو أن العودة يُراد لها أن تكون مجرد عنوان سياسي، لا مشروع وطني حقيقي.

الوطن للجميع… ولكن ليس على حساب الكرامة

العودة إلى السودان ليست مجرد رحلة طيران أو عبور حدود. إنها قرار مصيري يحتاج إلى دعم كامل.
نعم، نحن نريد أن نعود.
نعم، نحلم بأن نزرع في ترابنا ونبني بيوتنا ونعيش بأمان.
لكننا نرفض أن نعود فقراء، منسيين، متروكين للمجهول.

على الدولة أن تعي أن هؤلاء العائدين ليسوا عبئًا، بل هم كنز بشري يحتاج فقط إلى بيئة حاضنة وفرصة للنهضة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات