الخميس, يوليو 31, 2025
الرئيسيةمقالاتزاوية خاصة. ...

زاوية خاصة. نايلة علي محمد الخليفة. مناوي.. من يبطئ العمليات؟ الجيش أم أنتم؟

في حديثه الصحفي للأستاذ عبد الماجد عبد الحميد ، أطلق المارشال مني أركو مناوي تصريحات لافتة شدني فيها ذاك الذي قال فيه إن العمليات العسكرية في كردفان ودارفور تسير بوتيرة بطيئة ، ولو أنها جرت بنفس تسارع ما حدث في الجزيرة والخرطوم ، لتحررت تلك المناطق منذ وقت مبكر.

توقف كثيرون عند هذا التصريح ، وأنا من بينهم ، ليس لأنه يحمل جديداً في معلوماته ، بل لأنه يطرح سؤالاً أكبر من مجرد وتيرة العمليات من المسؤول حقاً عن بطء العمليات؟ وهل كان مناوي يلمح إلى أن الجيش يُفرق بين الجغرافيا والدماء ، ويمنح أولوية للخرطوم والجزيرة على حساب كردفان ودارفور؟.

عزيزي القائد مني اركو مناوي ، إن كنت تقصد بهذا التصريح اتهام الجيش بانتقاء أولوياته ، فدعني أذكرك بما تعلمه تماماً إن ذات الجيوش ، وذات الشباب ، وذات المتحركات التي سطرت ملاحم التحرير في الخرطوم والجزيرة ، هي نفسها التي تزحف الآن في سهول كردفان وترتقي أرواح ابطالها شهداء في شوارع الفاشر ،الشهداء الذين يرتقون في كردفان ودارفور لا يحملون هويات جهوية ، بل ملامح سودانية خالصة ، من الشمالية وكسلا وسنار والنيل الأزرق والابيض ، قبل أن يكونوا من كردفان أو دارفور ، المعركة هناك ليست معركة قبيلة أو جهة ، بل معركة وطن ضد مشروع التمزيق والنهب والابتزاز المسلح.

وحين نتحدث عن البطء في العمليات ، فمن حقنا كشعب أن نوجه السؤال إلى الطرف الآخر من المعادلة ، إلى المارشال نفسه ،
أين قوات الحركات المسلحة؟ ولماذا لم تُدفع بكامل طاقتها نحو الجبهات؟ ، لماذا نرى تشكيلاتكم وأسلحتكم تُرابط في المدن الآمنة؟ ،
لماذا أصبحت بعض تحركات منسوبيكم مصدراً للتفلتات والقلق الأمني داخل الولايات المستقرة؟ ،
أليس من الأولى أن يُعاد نشر تلك القوات في مسارح العمليات ، لتسريع الحسم، بدلاً من تكبيل المدن بحالة من الارتباك الميداني والسلوكي .

أليس من واجبك ياسيد مناوي ، قبل أن تُلقي اللوم المبطن على الجيش ، أن تُراجع مواقع قواتك المنتشرة في الجزيرة، والبحر الأحمر، والخرطوم، والشمالية، ونهر النيل؟ ، أليست دارفور وكردفان أحق بأبنائها إن كنا صادقين في الرغبة بتحريرها؟

إذا كان الجيش يُعد ويُخطط ويُنفّذ ، فمن حقه أن يسأل لماذا الشركاء في الكفاح المسلح يتباطأون؟
وإذا كنت ترى أن السؤال ممنوع عليك يا مارشال ، فاعلم أن علينا كشعب ، الحق في أن نسأل الجميع جيشاً وحركات.

لا أحد فوق السؤال ، ولا أحد فوق الوطن….لنا عودة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات