قبل فترة والتمرد يتلقى الضربات ويتراجع متقهقرا سعى داعموه الإقليميين وحلفائه من جماعة تأسيس إلى مد طوق النجاة للمليشيا بإعلان تحالفهم في نيروبي ونصبوا المتمردين ومكنوهم في كيانهم الذي ولد ميتا برئاسة دقلو والحلو نائبا له و الهادي وحجر والتعايشي وصندل وجقود وغيرهم من فاقدي الوزن الجماهيري لحكومتهم المعلقة.
هذا التحالف المشبوه يفضح نفسه ومكوناته ويكشف عن خوائه إذ لاعلاقة لهم بالديمقراطية والتحول المدني وباقي الشعارات والترهات التي لم يعد يلقي لها السودانيون بالا فضلاً من أن يصدقهوها.فالمليشيا مجرمة حرب والإمارات لاعلاقة لها بالحريات السياسية والتفويض والتداول وباقي السيمفونية الحقوقية.
معلوم أن المخطط في أوله أي عند اندلاع الحرب هدف لاحتلال مروي وإعلان دويلة حرة تتلقى الدعومات عبر مطارها الدولي ومن خلال خطوط الإمداد الليبية على غرار نموذج حفتر في بنغازي.لكن قوات الشعب المسلحة والمجاهدين أفشلوا المخطط فكانت الخطة البديلة إعلان التحالف الرسمي بين المليشيا والقحاتة والحركات المتشظية والتوجه إلى دارفور اعتمادا على الدعم التشادي والحواضن القبلية لكن الجيش وداعميه وقفوا حجر عثرة بصمودهم الأسطوري دفاعاً عن فاشر السلطان التي حسبوا أن سقوطها قد أزف وتأهبوا ليعلنوها عاصمة لحكومتهم المزعومة.
ما أشبه اليوم بالبارحة فالقوم هم القوم يكررون أخطائهم وعلى ذات المنوال بتحالفهم مع الحركات المتمردة المنكفئة قبليا ويكفوا عن الحديث عن الديمقراطية والتحول المدني ودولة المواطنة والسودان الجديد وباقي الشعارات الخداعة التي احترقت مابين أبو ظبي ونيروبي.فهو نفس المخطط الخارجي الذي قاد لانفصال الجنوب واصطف هؤلاء يومئذ مع الحركة الشعبية على حساب الوطن ووحدته ولم يبذلوا مثقال حبة من خردل تعزيزاً للوحدة الجاذبة مكتفين بنحيبهم الكاذب على الانفصال محاولين نفض أيديهم الملوثة تبرئة لأنفسهم.
لقد نبهنا منذ بدايات الفترة الانتقالية الكارثية واستهداف القوم للقوات النظامية وحل جهاز العمليات وعقد ورش بزعم إعادة الهيكلة وفصل مئات الضباط وتوقيع الإطاري إلى غيرذلك من قرائن تغلغل الأجانب في الشأن السوداني الذي بدأ بتسللهم إلى ميدان القيادة وانتهاء باللجان الثلاثية والرباعية..ختاما أحيلكم إلى شهادة عرابهم فولكر بيرتس في لقائه المنشور قبل شهرين والذي وصف فيه حكومة تحالف تأسيس من أنها تابعة للدعم السريع وخاضعة لوصايتها وحمايتها وأردف قائلا بأن السودان مهدد بالتفتيت..فعن أي حكومة وسلام يتحدثون..؟