تمرُّ هذه الأيام ذكرى اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، الذي يُحمل هذا العام شعار “كَبْحُ جِمَاحِ الخطر: الوقاية والتعافي والعلاج للجميع”. وتأتي هذه المناسبة فيما تُخاض في بلادنا معركتان عسيرتان حرب الجنجويد، والأخطر منها حرب المخدرات التي تستهدف عقول شبابنا في جميع ولايات السودان.
إن انتشار المخدرات بين صفوف الشباب، وخاصة المراهقين، ظاهرة خطيرة تستوجب التوقف عندها مليًا، وتتطلب تعزيز التوعية والرقابة للتصدي لهذا السم القاتل الذي دمر ولا يزال يدمر أسرًا عديدة. ويُعدُّ انتشار مخدر “الأيس” الأكثر شراسة بين الشباب مصدر قلق بالغ، حيث يُقود متعاطيه إلى ارتكاب جرائم خطيرة كالقتل والنهب والسرقة وغيرها.يا أسرَ السودان الكريمة الانتباه واليقظة واجبٌ عليكم! راقبوا أبناءكم عن كثب، وكونوا حصنًا لهم ضد هذا الخطر الداهم الذي يُحاصرهم، خاصة في ولاية كسلا الحدودية التي تشهد انتشارًا واسعًا لتهريب المخدرات في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد. على هذه الولاية أن تكون خط الدفاع الأول في مواجهة هذه الآفة. وهذا لن يتأتى إلا بتعاون الجميع عبر استثمار كافة المنابر: المساجد، الأسواق، نوادي الأحياء، التجمعات الشعبية، المدارس، والجامعات. هكذا – فقط – يمكننا قلبُ موازين المعركة والحد من انتشار هذا الوباء. رسالتنا إلى المسؤولين إلى سعادة والي ولاية كسلا اللواء الصادق الأزرق ندعوكم لدعم إدارة مكافحة المخدرات في الولاية دعمًا لوجستيًا وماديًا ومعنويًا كاملاً. دعمكم هو خطوة جوهرية لحماية أبنائنا في هذه الولاية الحدودية الحساسة.إلى سعادة وزير الداخلية ومدير عام الشرطة: خلال زيارتي أمس لإدارة شرطة مكافحة المخدرات بكسلا، لاحظت أن الظروف التي يعمل فيها رجال هذه الإدارة الأبطال لا ترتقي أبدًا إلى مستوى التضحيات الجسام التي يبذلونها. إنهم يخاطرون بحياتهم لحماية أسرنا من براثن المخدرات، ويعملون في أوضاع بالغة الصعوبة. من الأهمية بمكان الاهتمام بهذه الإدارة الحيوية وتوفير كل ما يلزمها من إمكانيات (مركبات، أجهزة، مستلزمات، حوافز) لتمكينها من فرض رقابة فعالة وكاملة على الحدود، وتنفيذ مهامها على الوجه الأمثل إلى مجتمع كسلا الموقر (رجال الأعمال، العمدة، المشايخ) نناشدكم المسارعة بتقديم الدعم المادي والمعنوي لإدارة مكافحة المخدرات في ولايتكم. تكاتفكم هو درعٌ واقٍ لأبنائكم ومستقبل بلدكم. فلنبادر قبل فوات الأوان، “حتى لا يقع الفاس في الرأس”.
أللهم قد بلغت اللهم فاشهد