الخميس, يونيو 19, 2025
الرئيسيةمقالاتالخيانة لا تصنع نجاة… والندم لا يعفي من الحساب. ...

الخيانة لا تصنع نجاة… والندم لا يعفي من الحساب. ضمن سلسلة “رُعب الخيانة وبأس النصر” ✍️/ عبدالقادر عمر محمد عبدالرحمن

ما الذي يُمكن أن ينتجه الكذب سوى الخذلان؟
وما الذي يمكن أن تنتهي إليه الخيانة سوى الغدر؟
هكذا سارت المليشيا، ومن ساندها، نحو مصير محتوم: مهانة وانكشاف.

في شرق دارفور اليوم، لا حديث إلا عن حملات اعتقالٍ واختطافٍ وتنكيل… لكنها هذه المرة لا تستهدف أعداءها التقليديين، بل أولئك الذين صدّقوها، وصفقوا لها، ووفروا لها الحماية والولاء، وهم الآن أول من يُركل خارج المركب الغارق.

هؤلاء الذين باعوا وطنهم بثمن الوهم، واعتقدوا أن الطغيان سينتج دولة، هاهم يدفعون ثمن خيانتهم بالدولار الحي: رعبًا وخوفًا وذلًا داخل بيوتهم.

لا عزاء للخونة

ما الذي كان يدفع عاقلًا إلى أن يجعل نفسه خادمًا لمليشيا شعارها “إما معنا أو أعداؤنا”؟
أليس ذلك هو منطق العصابات والمافيا؟
ومع ذلك، كم من أبناء هذا الوطن هرولوا خلف هذا السراب، ظنًا أن الزمن ملكٌ لمليشيا غدّارة، لا عهد لها ولا ذمة.

هاهم اليوم يُساقون إلى السجون، ويُختطفون من الأسواق، ويُهددون في مجالسهم، لا لشيء سوى أنهم تخلّفوا لحظة عن الركوع الكامل.
فهل كان يُنتظر من الخيانة أن تلد وفاءً؟

كل من ساند المليشيا… نال جزاءه

لا تعاطف مع من خان، ولا تبرير لمن منح الشرعية لعصابة تتغذى على الدماء والخراب.
أولئك الذين حاربوا الوطن في لحظة فارقة، ورفعوا السلاح أو الكلمة في وجه الحقيقة، لا مكان لهم اليوم في سجل الشرف الوطني، حتى وإن ندموا بعد أن عضّهم الذئب الذي ربّوه بأيديهم.

ليسوا ضحايا… بل نالوا ما استحقوه.

مشروع المليشيا… حبل مشنقة على رقاب أنصارها

منذ نشأتها، كانت المليشيا نتاج انحراف سياسي، وانفلات أمني، وضمور أخلاقي.
لم تكن يومًا جيشًا، ولا حركة تحرر، بل ذراعًا للفوضى وأداة للمحارق.

من أراد أن يرى حقيقتها فليتأمل:
من الذي نهب المدن؟
من الذي قتل الأطفال؟
من الذي أحرق البيوت على رؤوس ساكنيها؟
ومن الذي الآن يطارد حتى من آمن به ورفعه إلى مقاعد الزيف؟!

السودان باقٍ… والمليشيا إلى زوال

السودان ليس حقلاً لتجارب المغامرين، ولا مزرعة للمليشيات.
السودان بلدٌ عصيّ على الترويض بالدم، عصيّ على الاحتواء بالخوف، لا يحكمه إلا دستورٌ ومؤسساتٌ وطنية وجيشٌ لا يخون.

أما من خان… فسيبقى يتجرّع مرارة المذلة، في عتمة ندم لا ضوء فيه.

وإلى كل من ظن أن الخيانة ذكاء…
وأن التحالف مع الباطل فرصة للنجاة…
نقول:

“اليوم تُذلون، وتُطاردون، وتُسجنون… وغدًا، حين يكتب التاريخ، لن يجد لكم غير صفحةٍ سوداء يُلقى بها في نار الذاكرة.”

الختام:

لم تكن المليشيا يومًا مشروع دولة…
بل كانت مشروع إذلال.
ومن ساندها، فقد خان…
ومن خان، فلينتظر المصير الذي لا شفاعة فيه، ولا مفر من تبعاته.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات