السبت, أغسطس 2, 2025
الرئيسيةمقالاتالثورة أو الفناء: من دارفور إلى كل السودان ...

الثورة أو الفناء: من دارفور إلى كل السودان بقلم: عبدالقادر عمر محمد عبدالرحمن

الرسالة التي وصلتني من أحد الأهل في دارفور لم تكن مجرد شكوى. كانت صرخة من الأعماق. لم يكن يتحدث عن نقص طعام أو انقطاع ماء، بل عن إذلال ممنهج، عن كسر النفوس، عن اغتصاب الكرامة قبل الأجساد، عن أطفال ينامون على الخوف، ونساء يلدن على الألم، وشيوخ يدفنون أبناءهم بصمت.

هذا ليس نزاعًا مسلحًا. هذا مشروع طمس وطن.

ما تعيشه مناطق سيطرة مليشيا الدعم السريع في دارفور اليوم ليس مجرد تجاوزات، بل جرائم وجودية، تُمارس بتخطيط، وبوحشية، وبلا أدنى احترام لإنسانية الإنسان. الأمر تجاوز مرحلة “الضحية والجاني”، ووصل إلى مرحلة “من تبقّى ليحكي الحكاية؟”.

يا شعب السودان: المعركة صارت معركتكم أيضًا

ما يحدث في دارفور اليوم، سيحدث غدًا في الجزيرة، والشرق، والشمال، والخرطوم. لأن المليشيا لا تعرف الحدود. مشروعها ليس حكمًا انتقاليًا، بل تفكيك الدولة السودانية وتحويلها إلى كانتونات مذلة، كل واحدة تحت جزمة قائد مليشياوي.

من الجنينة إلى زالنجي، من نيالا إلى بورتسودان، من القضارف إلى الفاشر، الكل مستهدف. إن لم ننتفض الآن، لن نجد سودانًا نختلف عليه لاحقًا.

لا وقت للحياد، لا وقت للانتظار

أيها السودانيون الأحرار:

هل تقبلون أن تُغتصب النساء أمام أزواجهن في القرن 21؟

هل ترضون أن يُمنع المرضى من الوصول للمستشفيات لأنهم “من قبيلة معينة”؟

هل ترضون أن يُستخدم الجوع سلاحًا؟

هل تقبلون أن يعيش إخوتكم تحت رحمة القتل والنهب والتشريد يوميًا؟

إذا كنتم لا تقبلون، فلتثوروا معنا. الآن، وليس غدًا.

دارفور ليست وحدها

دارفور كانت أول الساحات، لكنها لن تكون الأخيرة. ما يجري فيها اختبار لضميرنا الجمعي كسودانيين. فإما أن ننهض معًا لنُسقط مشروع الفوضى والتقسيم، أو نتفرج صامتين حتى يأتي دورنا.

الثورة في دارفور لن تنجح وحدها، بل تحتاج لنفير من القضارف، من سنار، من الأبيض، من عطبرة، من أم درمان… من كل بيت حرّ.

من رحم الألم يولد النصر

لم يعد أمامنا إلا طريق واحد: الاستنفار العام، الشعبي، السياسي، الإعلامي، المدني، المقاوم، في كل مكان. فلنؤمن أن هذا الوطن أكبر من أي مليشيا، وأن هذا الشعب أقوى من أي سلاح.

علينا أن نكتب بالدم والعرق والحق:
نحن باقون… والمليشيا إلى زوال.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات