السبت, يونيو 7, 2025
الرئيسيةمقالاتمرحلة مفصلية… ودولة تحتاج قائدًا بحجم الأمانةرسالة مفتوحة إلى الدكتور كامل الطيب...

مرحلة مفصلية… ودولة تحتاج قائدًا بحجم الأمانةرسالة مفتوحة إلى الدكتور كامل الطيب إدريس، رئيس وزراء السودان بقلم : عبدالقادر عمر محمد عبدالرحمن

بعد أدائه القسم وتسلّمه رسميًا لمهام منصبه، نهنئ الدكتور كامل الطيب إدريس بثقة الشعب السوداني، ونعلم أنه يدرك حجم الجراح، ومرارة الطريق، وثقل التحدي. لقد جاء إلى سدة المسؤولية في لحظة حرجة، حيث يواجه السودان أكبر أزمة في تاريخه الحديث: حرب، انهيار اقتصادي، نزوح جماعي، تهتك مؤسسي، وانقسام اجتماعي عميق.

لكن الأمل لم يمت. ولعلّ في هذا التكليف بادرة بداية جديدة… بداية لإنقاذ السودان، لا عبر خطاب عاطفي ولا حلول مؤقتة، بل عبر معالجة جذرية للمشاكل الهيكلية التي أوصلتنا إلى هذا المنحدر.

سيدي رئيس الوزراء،

أمامك مهمة وطنية تتطلب الشجاعة والحكمة معًا. وما نرجوه منك – لا باسم الأحزاب، ولا الفئات، بل باسم الشعب السوداني الصابر – هو ما يلي:

  1. تفعيل القانون واستقلال القضاء
    لا إصلاح ولا استقرار بلا عدالة. لا يمكن بناء دولة على الفوضى والتجاوزات. يجب إعادة الهيبة للمؤسسات القضائية، وضمان استقلالها التام.
  2. محاربة الفساد بلا رحمة
    الفساد هو سرطان السودان الحقيقي. وقد آن الأوان لاقتلاعه من جذوره، عبر لجان تحقيق نزيهة، وتفعيل الأجهزة الرقابية، دون حماية لأي جهة أو شخصية.
  3. بناء مؤسسات الدولة على الكفاءة لا الولاء
    لا تُبنى الأوطان بالأقارب أو المقربين، بل بالخبراء والكفاءات الوطنية المؤهلة، من كل الجهات والمكونات. فاجعل معيارك: “الأصلح للمنصب”، لا “الأقرب إلى المنبر”.
  4. إعادة هيكلة الاقتصاد لا تسكين أوجاعه
    المطلوب ليس فقط صرف المرتبات وتوفير الخبز، بل إصلاح البنية الاقتصادية بالكامل: دعم الزراعة والصناعة، ضبط سعر الصرف، استعادة المؤسسات الإنتاجية التي دمّرتها الحروب والعقوبات.
  5. الابتعاد عن الأجندات الحربية الضيقة
    السودان أكبر من أي مليشيا أو فصيل أو أجندة إقليمية. آن للسودان أن يعود للسودانيين. آن لصوت العقل أن يعلو فوق قرقعة السلاح، ولن يتوحد الوطن في ظل صراع دموي لا رابح فيه.
  6. الشفافية والمصارحة مع الشعب
    المصارحة لا تضعف الثقة بل تعززها. خاطب شعبك بالحقائق، قدم تقارير الأداء، واطلب الدعم الشعبي في لحظات القرار الصعب. فالسودانيون يقفون مع من يصدقهم، لا من يُخادعهم.

دكتور كامل،

نثق أنك تحمل من التجربة الدولية والمصداقية ما يؤهلك لهذا الدور العظيم. السودان يحتاج اليوم إلى إدارة حقيقية، لا شعارات. إلى قائد يسمع صوت المزارع في القضارف، والتاجر في نيالا، والمعلمة في الفاشر، والطالب النازح في الجزيرة.

إنها فرصة تاريخية لإنقاذ وطن… فاصنع بها المجد، وأعد للسودانيين كرامتهم، ولدولتنا هيبتها.

ولك منا الدعاء بالتوفيق، والنصح الأمين متى احتجته.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات