الإثنين, سبتمبر 1, 2025
الرئيسيةمقالاتزاوية خاصة ...

زاوية خاصة نايلة علي محمد الخليفة. تشابه المواقف بين صمود والمليشيا قصة غرام سياسية خرجت إلى العلن

تبدو العلاقة بين صمود ومليشيا الدعم السريع كقصة حب خفية طالما جرى التستر عليها، لكنها بدأت تتكشف رويداً رويداً، من خلال مواقف وتصريحات متطابقة إلى درجة تصيب المتابع بالحيرة من هو المستشار في المليشيا ومن هو القيادي في صمود؟!

قيادات الحرية والتغيير سابقاً، وصمود حالياً، اختارت أن تتخذ من الإمارات حاضنة دافئة لها ويداً حانية، في وقتٍ يعاني فيه الشعب السوداني من ويلات القتل والتشريد على يد مليشيا الدعم السريع هذه المليشيا ارتكبت فظائع ومجازر بحق آلاف السودانيين، بينما قيادات صمود لا تزال تتوارى خلف شعارات براقة من قبيل لا للحرب وطرفا النزاع، وتتجنب ذكر الإمارات ولو بكلمة، رغم دورها المعروف في تمويل ودعم هذه الحرب الكارثية.

هذا التواطؤ الصامت، وهذا الصمت الصاخب، يكشف أن صمود والمليشيا خرجا من رحم واحد ، رحم دويلة الإمارات، لا من رحم الشعب السوداني وتطلعاته.

المتابع لانقسام قوى الحرية والتغيير مؤخراً، يجد أن جزءاً من مكوناتها انخرط في ما يسمى بـتحالف التأسيس التحالف المدعوم مباشرة من المليشيا بينما شكّل آخرون جسمًا باسم صمود. وفي الحقيقة، لا فرق جوهري بين الفريقين؛ فكلاهما يتحرك ضمن مشهد سياسي واحد، مرسوم بعناية في كواليس أبوظبي، وتُدار تفاصيله من الألف إلى الياء بواسطة هذه الدويلة التي ولغت في دماء السودانيين.

جاء بيان صمود الأخير، المتعلق بترشيح كامل إدريس لرئاسة الوزراء، ليكشف حجم هذا التلاقي. البيان حمل انتقادات لاذعة للاتحاد الإفريقي، تتطابق تماماً مع ما ورد في بيان المليشيا، حتى يخال القارئ أن البيانين صيغَا بنفس اليد، وبنفس الحبر، وبنفس التوجيهات.

ويعيد هذا التطابق إلى الأذهان قصة واقعية لشاب وفتاة تربطهما علاقة حب في الخفاء، لكنّ الظروف تحول دون إظهارها. انتشرت الشائعات بين الناس وبدأو يتهامسون، فقرر والد الفتاة التأكد بنفسه. ضرب ابنته علناً وفي الشارع العام، فإذا بالشاب يتدخل غاضباً، ويعتدي عليه. هنا صاح الوالد “يا ابن الكلب! أنا بس كنت داير أتأكد من علاقتكم! دي بتي، وأنا أبوها، ولو أقتلها ما أسلمها ليك، لكن الموقف دا خلاني أتأكد بنفسي”.

هكذا جاء موقف رئيس الاتحاد الإفريقي المرحّب بكامل إدريس ليكشف المستور، ويفضح العلاقة المتينة بين “صمود” والمليشيا. لم يعد هناك مجال للشك. ما كان يُخفى بالأمس، صار يُجهر به اليوم. التطابق في الرؤية، واللغة، والمواقف، يكشف أن “صمود” ليست إلا امتداداً ناعماً لمشروع المليشيا الخشن، تحت قناع مدني.

قصة الغرام السياسي خرجت إلى العلن، ومهما حاولوا إخفاءها، فالمواقف الآن تتحدث نيابة عنهم… ولنا عودة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات