لم تكن دويلة الإمارات “البغيضة” لتتطاول على أسيادها-السودان وشعبه- الضارب فى جذور التأريخ والعلم والثقافة والحضارة والمعرفة والسؤدد والمجد وإستشراف الغد والآفاق،لو أنها رأت دولة لها شكلا سياسيا قائما على مبدأ “عدم المساس بالأمن القومي” وإن إختلفت التوجهات والأيدلوجيات،لكنها أخرجت سما زعافا ونصلا حادا عندما رأت دولة “متشرذمة”و”متشظية”و”متهالكة” سياسيا،لاشئ فيها غير الخلاف والتضاد والتناكف وإظهار المساوئ، والعمل على إضعاف الآخر وهزيمته وإن كانت وجهة نظره صحيحة تخدم الخط الوطني العام.
لما لاترشقنا دويلة الإمارات بنعل الأذي البائس وهي تري أحزاب السودان السياسية “شيعا وجماعات وتكتلات وإنتماءات ضيقة” لاهم لها غير السعي وراء مكاسب السلطة والثروة والظهور الإعلامي الكثيف وإكتناز الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث والقصور الراسيات فى أقاصي الدنيا،بينما يأتي النظر إلى قضية السودان وأمنه وإستقراره وإستنهاض شعبه فى آخر قآئمة الأولويات.
ينظر قادة الأحزاب والكتل السياسية والحركات المسلحة وغيرها لتحقيق المغانم والمطامع والمكاسب الشخصية فقط،ثم يوصف هؤلاء بأنهم الوطنيون الذين يضعون البلد فى حدقات العيون،والبلد وشعبه منهم برئ براءة الذئب من دم إبن يعقوب،هؤلاء قوم أنسب وصف لهم أنهم “أنانيون حد الأنانية” و”إنتهازيون حد الإنتهازية”،هم يتناسون عمدا أنهم يتزيأون “النهم السلطوي الزائل بأمر الله” لأجلهم فقط.
يتاخفت “أهل الكتلة الديمقراطية” والقابعون واللاهثون خلف سلطة “البرهان” فى بورتسودان من باقي أحزاب “الكرتون”،أنهم أصحاب الطريقة المثلي، وماعملوا أن شعب السودان الواعي والمدرك يراهم كأصحاب الكهف والرقيم والعجب العجاب!.
أما الفسطاط السياسي الآخر فهم الهمازون و المشاءون بالرجز والنميم فى رابعة النهار لأجل إرضا الكفيل الإماراتي العبري،وهم القطمير والجحيم والسواد والظلمات التى حجبت الضوء عن سماء السودان، فقط للحصول على مال،أو سدة حكم حتما هى إلى زوال،أو لإنفاذ أجندة دولية وإقليمية الهدف منها هدم السودان،وإضعافه وإنهاكه وتركيعه وطمس هويته الإسلاميةوتقطيع أوصاله، كي يصبح أشلآء يسهل الإنقاض عليها حتى يتم السيطرة والتحكم فى المفاصل.
وقد برع فى ذلك قطاع الطرق “آل دقلو” وعصابة “الدعم الصريع” وأتباع آل سلول “حمدوك” ورويبضته “قحط”ومن شايعهم،هم يعلمون أنهم مجرد أدوات “رديئة”و”سيئة الصنع”و “قبيحة المنظر”و”قميئة المحتوي” لضرب السودان فى مقتل،وسيتم التخلص منهم ووضعهم فى مزبلة التأريخ عندما يتم الوصول للغاية المنشودة،وعلى الرغم من ذلك التردي يأكلون من مائدة الإمارات المليئة “بالبغال والحمر والنوق المتعفنة والمصابة بالبهاق والبرص والجزام!!..
الا يحق لدويلة الإمارات أن تلقي علينا الشهب من السماء،ونحن مصابون بكل هذا البؤس والمرض العضال،وبيننا من يبيع السودان وشعبه فى سوق بغاء الإمارات؟!.
يدار السودان ومذ سقوط “البشير”بطريقة مستعارة يدلف منها التسكع من كل الأبواب،خمسة سنوات الآن والسودان بدون رئيس جمهورية منتخب،وبدون برلمان قومي منتخب،وبدون محكمة دستورية،وبدون مجلس وزراء وبدون رئيس وزراء!!.
دستور (٢٠٠٥) الذي أجمعت عليه حتى أحزاب المعارضة لحكومة “البشير”،وقالت:أنه الدستور الأنسب لإدارة البلاد،تم تعطيله.
مؤسسات الدولة الآن تدار وفقا للمزاجية وصلة القرابة والشلليات والكتل والجماعات والمحسوبية-الأمثلة على ذلك كثيرة-.
بينما ضرب الفساد من الرأس حتى أخمص القدم،ودونكم قرار الفريق “البرهان” اليوم بتشكيل لجنة لتقصي ماورد فى هيئة الحج والعمرة،-والأمثلة هنا أيضا كثيرة ومريبة ومخجلة-!!الكل صامت،بينما من يتحدث عن الفوضي والفساد فى أجهزة الدولة قلة قليلة تعد على أصابع اليد الواحدة،والبقية “صم وبكم و عمي” أو كأن على رؤوسهم الطير!! أو أنهم أصحاب مصلحة وفائدة فيما يجري!.
أبعد كل هذا،وبعد كل الذي لم نكتب عنه بعد -خاصة المتعلق بالشكل العام لما أصبح عليه شأو الشعب السوداني عقب الحرب-،نتعجب ونتساءل: أن لما تفعل بنا دويلة الإمارات كل هذا؟!.
نواصل،،.