الإثنين, أغسطس 4, 2025
الرئيسيةمقالاتنهرب للصمت عندما لا تنصفنا الحروف ...

نهرب للصمت عندما لا تنصفنا الحروف ✍️أسامه الصادق ابو مهند

تحمل ملامح الهادئين كسور ودموع لكنه بلا شك صمت الكبرياء الذى يقف حائلا بينها وبين البوح.. الناس للناس مجرد مناظر ومظاهر لكن ربك أعلم بعباده، فالكبرياء وعزة النفس من أفضل الخصائص الطيبة التي يمتلكها الفرد، إذ إنها تسهم إسهاما كبيرا في وجود الإنسان وهي تحفظ له كرامته وتمنحه المتانة والمنعة والصبر علي كل المشاق والإبتلاءات، يمكن للإنسان أن يستغنى عن جملة من الأشياء الكثيرة لكنه لا يستطيع التخلي والتنازل عن كرامته بتاتا بالإبتعاد عنها قيد أنملة … إذ تمثل له عزة نفس و تعني له حفظ كبرياءه حتي تكون له العظمة و الهيبة داخل المجتمع الذي يتواجد فيه، محاط بالسيرة العطره والحميدة حتي وإن إبتعد عنهم لأي ظرف أوطارئ، قد ينسى الإنسان حياته ونفسه لكن لا ينسى من يهينه ومن يهين عزة نفسه ومرغ كبرياءه علي الأرض يوماً كما قال الإمام الشافعي :

قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم

إن الجواب لباب الشر مفتاح

والصمت عن جاهل أو أحمق شرف
وفيه أيضاً لصون العرض إصلاح

أما ترى الأسد وهي صامتة
والكلب يخسى لعمري وهو نباح

‏نهرب للصمت عندما لا تنصفنآ الحروف، بالصمت تقتل من جنوا عليك، وما أجمل حديث الصمت عندما تعلم من تكون أنت فالصمت سيظل لغة القلب.. فلا أحد يشعر بقلبك سوى أنت فقط..فما أجمل الحقيقة عندما تعلمها جيدآ رغم قسواتها.. فالصمت لغه القلوب الصادقة..فالصمت لغه الخواطر التى تتحدث بها القلوب، المصيبة ليست في ظلم الأشرار، بل في صمت الأخيار
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً أو ليصمت) لذلك لا تتكلم وأنت غاضب، فستقول حديث تندم عليه طوال حياتك…(وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين) أعمالك ليست هباء، حضورك ليس هامشياً ملائكة كرام يسجلونها، كن فى مستوى الكرامة، من لم يحترمك ويتقبلك لوضوحك وصراحتك، وأصر على تغييرك لتنصاع لطبعه، لتصبح ملتوياً في حديثك ليناسبه ليستمر في تنفيذ رغباته دون تقدير واحترام لرغباتك ولخصوصيتك، فليس أمامك سوى خيارين لا ثالث لهما….إما أن تخرجه من حياتك، وإما أن تفرض عليه واقعك، سواء إن أعجبه أم لم يعجبه..!!لقد وصلنا لمرحلة في حياتنا جعلتنا نرتب أولوياتنا ولم يعد لدينا الطاقة النفسية لتحمل من لا يتفهموننا ولا يبذلون أي جهد لفهمنا وقبولنا ويصرون على التعامل بمنطق الديكتاتورية المقيته، لأن الإنسان بأخلاقه وصفاته وتعامله مع الآخرين يفرض على من يقابله أن يحترمه ويوقره، فعلينا التحلي بأعظم الصفات ونقابل الإساءة بالإحسان وأن نسامح من أخطأ ولا نهينه، فالبعض يفسر الأدب خوفاً لأنه لم يتربى على الإحترام في حياته.. والبعض يفسر الطيبه غباء لأنه لم يعتد إلا على سواد قلبه، فلا تندم على تسامحك مع الآخرين فهو ليس ضعفا..ولا تندم على صبرك عليهم فهو ليس انهزاما..ولا تندم على حسن ظنك بهم فهي ليست سذاجة.. بل هو عبادة وحسن تربية، وقد تسامح لكنك لا تقبل التعامل مع الشخص مرة أخرى، تتجاوز لكن لا تتعافى من أثر الموقف، تتناسى لكنك تتجنب الأشياء التي تثير ذاكرتك من جديد، وترضى بوجود أشخاص في حياتك احتراماً للذكريات والتفاصيل التي كانت تجمعكم في الماضي.. هناك حواجز عميقة تبنى بسبب كلمة، موقف، تفاصيل صغيرة، حواجز تجعلنا نفكر ونتردد بعد أن كنا نتحدث معهم بتلقائية وعفوية، تسلب منا شعور الأمان والطمأنينة ويتوقف عندها العطاء والمودة.. بعض الحواجز تكون أكبر من قدرتنا التسامح، التغافل والتجاوز، والحب.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات