إن في قلب المحنة، وفي ذروة التحديات التي فرضتها الحرب الظالمة على وطننا الحبيب، تبرز مبادرة القائد العام للقوات المسلحة السودانية كواحة أمل، تمد يد العون للنازحين والمحتاجين الذين شردتهم نيران المليشيا المتمردة.
لم تكن هذه المبادرة مجرد توزيع للمساعدات أو أداء لواجب عابر، بل كانت رسالة شكر عميقة المعاني، تقول لكل سوداني إن جيشه لم ولن يتخلى عنه مهما اشتدت الخطوب. فجيش السودان العظيم لم يحصر دوره في ميادين القتال وسوح الوغى ، بل امتدت أياديه البيضاء لتحتضن أبناء الشعب، تداوي جراحهم، وتشد من أزرهم، وتؤسس لعلاقة متجذرة في التضحية والانتماء.
إن اجتماع القائد العام بقيادات العمل المدني والإنساني، لإطلاق هذه المبادرة، لم يكن خطوة تكتيكية، بل رؤية استراتيجية تبني جسور الثقة العميقة بين الجيش والشعب، وترسخ حقيقة ماثلة لا تتضعضع أن القوات المسلحة ليست مؤسسة فوق الشعب، بل هي من نسيجه، تحيا بقضاياه وتقاتل لأجله.
وفي الوقت الذي تتساقط فيه أوراق المليشيا المتمردة، وتتكشف عمالتها وخيانتها، يثبت جيشنا الباسل أنه درع الأمة وسندها، لا فرق عنده بين معركة السلاح ومعركة الرحمة. فهذه المبادرة تبعث برسالة حاسمة إلى العدو أن السودان شعب وجيشٌ يدٌ واحدة، تتقاسم الألم والأمل، ولن تنكسر إرادته حتى يتم تطهير كل شبر دنسته أقدام الغدر والرجس.
إن هذا الالتفاف الشعبي حول الجيش وقيادته ، الذي تجدد بهذه المبادرة المباركة، لا يزيد جنودنا البواسل إلا عزيمة، ولا يزيد العدو إلا يأسًا وهزيمة. فها هي الخرطوم وكل مدن السودان تصدح بأن الوطن بخير، وجيشه بخير، وشعبه أوفى مما ظنوا.
نعم سنقاتلهم وسنعمر البلاد بإذن الله ، وسنرعى شعبنا، وسنكتب بدمائنا ومواقفنا سيرة شعب لا يُهزم، وجيش لا ينكسر، وعهد لا ينقضي.
التحية لقائد المبادرة، والتحية لجنود المبادرة، والتحية لشعبٍ آمن بجيشه وأقسم أن لا يفرط في أرضه ولا كرامته. وما النصر الا صبر ساعة ..
Elhakeem.1973@gmail.com