قصص ومرويات الحرب في السودان سيفرد لها التاريخ صفحاته ولن تسعها الكتب والمجلدات فحرب الوجود الكونية التي أُستُعملت فيها مليشيا الدعم السريع الإرهابية المتمردة ومجموعة النكرات من اقزام الأحزاب السياسية ماهي بالحرب بين طرفين كما يصورها البعض فهي حرب معقدة تداخلت فيها الأجندات الدولية وستضح خيوطها مع الأيام.
مثلما أُستهدف الإنسان السوداني كوقود للحرب في نفسه وماله وعرضه وأرضه قتلاً وتنكيلاً وإذلالاً وتهجيراً من دوره ومراتعه أستهدفت المليشيا رمزية المدن لعراقتها ومكانتها في تكوين الشخصية السودانية فاندفعت بكل ما سخره لها الكفيل من مال وعتاد ومرتزقة لإسقاط مدن بعينها فأطبقت عليها الحصار ومنعت دخول المؤن الغذائية إليها وكذلك الإمدادات الطبية ورغم كل فصول المعاناة صمدت هذه المدن ووقفت شامخة ببسالة مواطنيها ووقوفهم إلى جانب الجيش في الدفاع عن مدنهم حتى أستردت عافيتها وطردت الأوباش من تخومها واحلت بهم الهزيمة.
سيكتب التاريخ بمداد من النور أن مدن كسنار والأبيض وبابنوسة والفاشر الذي يربط بينهما توأمة روح كانت عصية على التمرد وقبرت على أطرافها ألاف الهلكى من افراد المليشيا جند وقادة وستصبح في المستقبل من أغنى المدن بالمواد البترولية التي تستخرج من باطن أرضها نتيجة لتحلل جثث هؤلاء الاوباش فإن كانت هناك من حسنة لهذه الحرب فتلك هي الحسنة الوحيدة في المستقبل المنظور لهذه المدن وإنسانها.
نتفق جميعاً في القلق بوتيرة متصاعدة على الفاشر الصامدة الجريحة في آن واحد وماتتعرض له من هجوم مركز من قِبل المليشيا في محاولة لتركيعها وسلب حريتها ولكن ثقتنا في الجيش والمشتركة والمستنفرين تقطع خيوط الإشفاق وتجعلنا نجزم أن الفاشر لن تكون بأي حال من الأحوال أقل من الأبيض وبابنوسة وسنار وان الفاشر التي قدمت النماذج المبهرة والأيقونات الملهمة كالشهيدة الميرم د.هنادي لن تكون لقمة سائغة في بطون الأعداء بل ستكون لعنة الفناء الذي يمحو وجودهم ويخلص السودان من شرورهم وإلى الأبد….لنا عودة.