ساعات فقط ويودعنا الشهر الفضيل شهر الصوم الكريم، بما له من منزلة كبيرة وقدر عظيم فى نفوسنا جميعا، حيث شرفه رب العالمين واختصه بنزول القرآن الكريم هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، ففى هذا الشهر الكريم الذى يوشك على الانتهاء يتطلع العباد لمرضاة الله عز وجل ويسعون بكل الجهد للتقرب إليه بالصوم والعبادة والدعاء وفيه تهفو قلوب البشر إلى رحمته وغفرانه، وتتطلع كل النفوس الى واسع كرمه طامعة فى القبول من رب العالمين مالك يوم الدين الذى وسعت رحمته كل شىء وكل الخلق، سوف يتركنا رمضان مغادراً ويحمل في طيات أيامه أعمالنا التي أودعناه إياها من خير أو شر ، وهو لا شك شاهداً لنا أو علينا…نسأل الله الكريم الغفور الرحيم أن يتقبل منا أحسن العمل، ويتجاوز عن سيئاتنا بعفوه ورضاه.
بكت العيون على الفراق… قد كانضيفاً حل بعد اشتياق… ضيفاً كريماً ملئ بفضائل الأخلاق… صيام وقيام.. وطيب الإنفاق… خصاله الطاعات.. ما فيها نفاق…. ضيفاً عزيزاً طيب الأعراق رمضان تبكي العيون.. في لحظة الفراق… رمضان فيك الخير يبقى فى الأعماق… يبقى يضئ القلب.. حتى موعد الإشراق..لحظاته زاد.. ليوم تلف فيهالساق بالساق…يوم ينادى.. إلى ربك يومئذ المساق.. رمضان تبكي العيون فيلحظة الفراق…غابت الكلمات فلم نجد ما نعبر به عن بالغ الأشواق… تمضي الليالي والشهور فما لمثله من مذاق…وكم تهفو له النفوس.. وتبحث عنه في الآفاق…ياليت ربي يبلغنا رمضان أعواماً.. فكم له القلب يشتاق.
ومن ثم نستقبل تباشير عيد الفطر المبارك وهو يوم ملئ بالفرح والسرور، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم للصائم فرحتان فرحة عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه، وإذا كانت تصاريف القدر حتمت ان يكون الشهر الكريم ونحن ما زلنا نعاني التشريد والإزلال من جانب قوات مليشيا آل دقلو الإرهابية في شمال ولاية النيل الأبيض تحديدا محلية ام رمته و بعض قري القطينة اللتين ترزحا تحت قبضة هذه المليشيا القاتلة المتمردة، وفى ظل واقع مقلق مضطرب تعيشه تلك القرى والمناطق تتجدد فيه المأساة يوم بعد يوم وهي مأساة مؤلمة بكل المقاييس تحت وطأة هذه العصابة المجرمة وما يتعرض له المواطنين من شتى صنوف والإزلال والترهيب والتقتيل والتشريد..، فإن ذلك لا محالة يدفعنا الي بارقة الأمل بنصر من الله وفتح قريب ونحن نعيش في أواخر هذا الشهر والانتصارات والفتوحات تتحقق كل يوم آخرها تحرير الخرطوم والسيطرة الكاملة علىها من جانب القوات المسلحة وهذا الفتح كان له كبير أثر في قلب موازين معركة الكرامة لمصلحة تحرير الوطن عامة بإذن الله تعالى ونحن فى ذلك نتطلع بقلوب واجفة راجية من الرحمن الرحيم، أن يسبغ علينا نعمته وفضله وأن يمد الشعب السوداني بالقوة والصبر على المكاره، والقدرة على مقاومة هذه المليشيا القاتلة جنبا الي جنب مع القوات المسلحة لدحر ما تبقى من من هذه المليشيا، حيث نتضرع لله سبحانه أن ينصر قوات شعبنا المسلحة نصرا عزيزا مبينا يثلج الصدور، ويكلل تضحياتها المبذولة بتحرير الوطن والخلاص الكامل والشامل من هؤلاء الأوغاد الذين عاثوا في أرض السودان فسادا وارتكبت في حق السودانيين من الجرائم ما يشيب لها الولدان وهي جرائم ضد الإنسانية ترتقي الي الابادة الجماعية والتهجير الممنهج ضد المواطنين ونحن فى هذه الساعات الباقية من الشهر الكريم شهر البر والإحسان، والتضرع والزلفى إلى الله العزيز الحكيم، لا نملك إلا أن نستغفره سبحانه وتعالى عن كل ما وقعنا فيه من أخطاء بالسهو أو الغفلة أو الجهل .. أو قصور النظر أو غيبة البصيرة أو حب الذات.