كل يوم تكشف الحرب وتفصح عن افرازات وممارسات وخيمة وسلوكيات يصعب استيعابها وهضمها للعقل البشري السلوك القويم حتي كادت هذه الممارسات في إطار الطبيعي ما أعنيه هنا ليست تلك الأفعال والممارسات الخاصة بالجنجويد لأنهم مهما حدث منهم من خروقات وانتهاكات فهي غير مستغربة لأنها من صميم سلوكهم وأخلاقهم لكن ما نحن بصدده تلك الظواهر والمهددات علي المجتمع وهذ قناعات الناس وثوابتهم جراء مايواجهون من مصاعب في حياتهم وما كنا نتوقعه ان تختفي الكثير من الانخرافات والسلوكيات الاجتماعية عظة بالحرب كنها للأسف استشرت وذادت وتمددت الي خطر يهدد الحياة واخطر هذه الممارسات تفشي واستشراء ظاهرة الربا ومعلوم خطر الربا وعقوبته كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم(لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال هم سواء) وقد وردت العديد من الآيات تحرم الربا وتوضح خطره وعقوبته في الدنيا والاخر((يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لايحب كل كفار اثيم)) يستشري الربا الان بما ينذر بخطر علي المجتمع ونوازل وخيمة بحرب من الله من الخسف والمسخ والزلازل والفيضانات والعواصف والغلاء والوباء كل ذلك والناس مازالوا يتحينون الفرص ويستغلون حوجة بعضهم فالبيع اصبح بسعرين للسلعه سعر بالنقد الكاش وسعر اخر بالدفع عبر التطبيقات البنكية بنكك واكاش وفوري وأصبح بعض المرابين يفضلون البيع عبر التطبيقات حتي يزيدوا قيمة السلعة ولم يتوقف الأمر عند بيع السلع بل وصل الأمر الي وضع نسبة تتراوح مابين ١٥ الي ٢٠% عندما يضطر احد للكاش فيقوم صاحب التطبيق بخصم هذه النسبة وقد افتي كثير من العلماء بحرمة هذا التعامل وحلل في حالة محددة بان يتم التحويل من والي شخص غير الموجود في مكان المعاملة مثلا اسرة لديها طالب في منطقة بعيدة او مريض في مشفي بعيد من مكان التعامل لكن الذي نراه ونشاهده الان هو استغلال وجشع وهذه هي الحرب من الله التي كانت سبب تحريم الطيبات علي بني إسرائيل والربا جرم لايختلف كثيره عن قليله هذه هي الجريمة الأخطر والافراز الأكبر ضررا علي المجتمع وعدم تناهي الناس عن هذه الممارسات يكاد ان يعمهم بعذاب من الله وهنالك ظاهرة اخري لاتقل خطرا علي المجتمع هي ظاهرة استعادة المسروقات التي جمعتها الشرطة والجهات الأمنية بعد تحرير المدن من مقتنيات واثاث منزلي وبضائع واغراض مختلفة وقد حددت اللجان المختصة باستعادة هذه المنهوبات الي اصحابها إجراءات وضوابط من بينها ان يودي صاحب الأثاث او البضاعة او اي منهوب ان يودي القسم بعد التعرف علي ما يخصه فقد ادي كثيرون القسم لمجرد وجود صنف او عينه شبيهة لمانهب منه وامتنع كثيرون بواعز الأخلاق والضمير من أداء القسم خشية الوقوع في الحرام واستلام ما لايستحقون هكذا ظواهر ومخاطر نجمت ومازالت في التوالد من افرازات هذه الحرب غير ماتركت في الناس من ترسبات جراء الغدر والخيانة ممن تعاونوا مع المليشيا بالارشاد والمعلومات عن ممتلكات ومغتنيات الناس وتصنيفاتهم وانتماءاتهم التي تسببت في اضرار للكثيرين هذه ايضا تنذر بشروخ وتصدعات وراتدادات اجتماعية ومخاطر أمنية تحتاج لدور العقلاء وحكماء المجتمع ليتضافر مع عمل الأجهزة الأمنية والأمر الأخطر والانكا من بين هذه السلوكيات المنحرفة الدخيلة هو تلك السرقات والاعتداء علي المنازل التي تأخر أصحابها في العودة إليها لأسباب وظروف تخصهم هذه المنازل اخلت الجهات الأمنية مسؤليتها عنها بعد عودة المواطنين وتطبيع الحياة لكن للأسف تمت العديد من السرقات الأضرار من بعض ضعاف النفوس داخل المجتمع هكذا هي ارتادات ومخاطر نجمت عن هذه الحرب يحتاج علاجها والقضاء عليها جهد كبير ووقت طويل وتوعية وإرشاد عبر المنابر والوسائط فقد هزم الجيش الجنجويد وعلي المجتمع ان يهزم ويقصي كل ماترتب علي حربهم من ممارسات وسلوكيات دخيلة واجتثاث دابراها فهي ما بقي من تركة تعول عليها المليشيا واجنحتها وداعميها للحيولة دون استقرار البلاد وبهزيمة هذا الشر بظواهره ومظاهره وافرزاته يتم التأمين الكلي وسد الثغرات
هذا مالدي
والرأي لكم