الأربعاء, مارس 19, 2025

“أنفال” بقلم:بدرالدين عبدالرحمن “ودإبراهيم” حرب الكرامة..موقف مصري “ماجد”..تلفزيون قومي”كأنه الخشب المسندة”!!.

وفقا لمعطيات كثيرة تعتبر جمهورية مصر العربية،هي الدولة الوحيدة التى تحدثت بوضوح منذ بدء حرب الجنجويد بقيادة “أل دقلو”، عن دعم مؤسسات الدولة السودانية،وأكدت بعبارات تخلو من الموقف الرمادي أهمية دعم القوات المسلحة،فضلا عن الرأي البائن والقائل بأن:محاولات تقسيم السودان هي خط أحمر لمصر ،وأن أي إتجاه لإنشاء أو تكوين حكومة موازية أمر مرفوض جملة وتفصيلا،كما ورد في تصريحات وزير الخاجية “بدرالعاطي” لقناة الشرق.
وفي السياق شدد السفير المصري في السودان “هاني صلاح”،على أهمية التعاون “المصري ،السوداني” في مختلف المجالات،مبينا في فعالية أقيمت ببورتسودان أن “مصر”ستشارك في درء أثر الحرب من خلال تنفيذ برامج إقتصادية،أبرزها إنعقاد ملتقي إقتصادي كبير خلال الفترة القادمة.
موضحا أنهم يرفضون إستخدام مصطلح “لاجئ” لشعب السودان المقيم بمصر.
تصريحات وزير خارجية مصر وسفيرها بالسودان، تؤكد أن الموقف المصري تجاه نكبة السودان،ظل ثابتا وداعما ومؤثرا على الصعيدين الرسمي والشعبي،وهي جملة مواقف تستحق عليها “مصر” الشقيقة أجزل الشكر والإمتنان،سيما وأنها أظهرت موقفها -حول مايحاك تجاه السودان من مكائد كاسدة-بوضوح،فى الوقت الذي كانت فيها المواقف العربية الإسلامية إما أنها رمادية أو مخزية أو مخجلة أو معادية،والأنكأ أن بعضها كان ومازال داعما لمليشيا “آل دقلو” الإرهابية.
في منحي آخر ليس ببعيد عن مجريات حرب الكرامة،لفت إنتباهي وأنا أشاهد عرض أحداث اليوم بتلفزيون السودان،أنه غطي الإنتصارات العظيمة والكبيرة التى تحققت في الخرطوم اليوم،بخبر -فقط-مدته لم تتجاوز “الخمسة وأربعين” ثانية،تغطية تؤكد الفشل المريب والغريب الذي ظل يلازم هذا الجهاز الحساس منذ أمد بعيد.
تغطية تؤكد أن ادارة التلفزيون الحالية في وادي غير ذي زرع،أو أنها تتلذذ بالجب السحيق الذي حفرته بأيدي خسرانها المبين!.
ألا يستحق إنتصار اليوم أن يكون ملفا كاملا،(يبدأ بخبر،ثم “كليبات” لبعض من هم بالميدان،و”كليبات” أخري لمواطنين من أي ولاية،ثم إتصال عبر الهاتف للناطق الرسمي للجيش،أو قائد المتحرك ،أو حتي قائد البراء بن مالك،ثم أعداد تقرير تحليلي يبين أهمية ماتحقق،ثم ضيف أستديو يتحدث بإسهاب عن ماجري؟!.
لا يعد ذاك من المستحيلات،لكنه تلفزيون السودان الذي يسابق الفشل كي يصل قبله قمة السوء، الذي بان في الكثير من المواقف المرتبطة بحرب الكرامة،والتى لن يكون آخرها اللقاء الذي أجراه مراسل الحدث “نزار البقداوي” مع قائد المدرعات،وهو لقاء كان ينبغي أن يكون حصرا على تلفزيون السودان،إن كان له إدارة تخطط وتفكر وتستقرأ وتستنبط وتأخذ قصب السبق وتري بعيدا عن أرنبة أنفها!.
كنت والله أحد المستبشرين بقدوم الأخ الكريم “خالد الإعيسر” لقيادة دفة وزارة الإعلام ،عله يحدث نقلة وقفزة كبيرة تجعل الإعلام الوطني مواكبا لما يجري من تحديات ومخاطر جسيمة تحيط بالسودان فى هذه المرحلة الحرجة،حتي هذه اللحظة لم يقدم الأخ الوزير شيئا يذكر أو يدون فى دفتر الإنجاز أو يكتب فى كراسة التغيير.
مازالت مؤسسات الدولة الإعلامية المختلفة تغط في سبات عميق لا أظن أنها ستفيق منه قريبا.
ولكل من ينحي باللائمة على ضيق ذات اليد وعدم توفير الميزانية المطلوبة كي يتم إحداث تغيير فى الخارطة الإعلامية،نقول:إن هنالك الكثير جدا من البرامج والتغطيات والتقارير والحوارات التلفزيونية والإذاعية وغيرها،والتى يمكن إجرائها بجهد مالي قليل جدا،هي فقط تحتاج لعقليات لها قرن إستشعار يقظ،ولها القدرة على إخراج مكنون الإبداع لحظة وقوع الحدث بعيدا عن التحجر الفكري والخططي الذي نراه الآن.
لماذا لا تذهب إدارة تلفزيون السودان الحالية وتتيح لآخرين -لهم خزائن مليئة باليقظة وحسن التدبر- فرصة أن يقدموا ولو شيئا يسيرا ،لكنه فعالا وذو فائدة،عسي ولعل أن يواكب التلفزيون حجم التضحيات الجسيمة التى يقدمها الأبطال في ميادين الوغي المختلفة؟!.
اللهم أحفظ السودان من الفتن،ماظهر منها ومابطن.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات