الأربعاء, مارس 12, 2025
الرئيسيةمقالاتانتفضوا قبل فوات الأوان! دارفور بين نار المليشيا وغضب الشعب....

انتفضوا قبل فوات الأوان! دارفور بين نار المليشيا وغضب الشعب. ✍ عبدالقادر عمر محمد عبدالرحمن

تعيش دارفور اليوم في وضع لا يحسد عليه، حيث الانفلات الأمني، وانتشار السلاح، وانعدام القانون، وكل ذلك نتيجة مباشرة لفوضى مليشيا آل دقلو، التي حولت الإقليم إلى ساحة حرب مفتوحة، لا رابح فيها إلا تجار الدم والفوضى.

ما يحدث الآن لم يعد مجرد “اضطرابات أمنية”، بل هو نذير بانهيار كامل إذا لم يتحرك عقلاء القوم قبل فوات الأوان.

المليشيا تفقد السيطرة… والبداية من الداخل

كشفت التقارير الواردة من مختلف مناطق دارفور أن الدعم السريع فقد السيطرة على قواته بالكامل، فلم يعد الجنود الميدانيون ينفذون الأوامر، بل تحولوا إلى عصابات تتقاتل فيما بينها، ينهبون الأسواق، ويغتالون حتى بعض قياداتهم، بعد أن عجزت القيادة عن دفع رواتبهم، وانهارت سلاسل الإمداد والتموين.

لقد أصبح أفراد المليشيا عبئًا حتى على قادتهم، مما دفع البعض للبحث عن مخرج، إما بمحاولة الهروب أو بتصفية الحسابات الداخلية، التي أدت إلى تزايد عمليات الاغتيال والاختفاء القسري.

المليشيا ليست مشروعاً وطنياً… ولن تكون

إن أخطر ما يمكن أن يقع فيه بعض قيادات المجتمع هو الرهان على بقايا هذه المليشيا، على أمل أن تندمج في أي عملية سياسية قادمة. الحقيقة التي لا بد أن تُقال بوضوح هي أن هذه المليشيا لم تكن يوماً مشروعاً وطنياً، ولن تكون، للأسباب التالية:

  1. لا تمتلك أي رؤية سياسية أو اقتصادية، وكل ما قامت به منذ تأسيسها كان خدمة لمصالح أفراد بعينهم، على حساب السودان كله.
  2. اعتمدت على سياسة الأرض المحروقة، فكل منطقة دخلتها انتهى بها الحال إلى الخراب والدمار والنزوح.
  3. تحالفت مع القوى الأجنبية، وسعت إلى بيع موارد البلاد مقابل حماية قيادتها من المساءلة والمحاسبة.
  4. لم تقدم أي نموذج للحكم أو الإدارة، بل أينما سيطرت، تفشت الفوضى وانتشرت الجريمة المنظمة، من النهب إلى تجارة المخدرات والسلاح.

رسالة إلى القيادات المجتمعية: متى تتحركون؟

إن الواقع اليوم يفرض على الجميع اتخاذ موقف واضح. لم يعد الصمت مقبولاً، ولم يعد التردد خياراً. المليشيا تنهار، ولكنها لن تسقط وحدها، بل ستحاول جر الجميع معها إلى الفوضى، إن لم يتحرك عقلاء القوم في الوقت المناسب.

إن المبادرة الشعبية لإسناد الفرقة 16 مشاه ومتحرك الشهيد الصياد، ليست مجرد دعم عسكري، بل مشروع وطني لاستعادة الأمن والاستقرار، وإعادة دارفور إلى أهلها الحقيقيين، بعيداً عن مغامرات آل دقلو، الذين لم يعد لديهم ما يقدمونه سوى المزيد من الخراب.

لا تكرروا خطأ الأمس

قبل سنوات، سكت أهل دارفور عن تجاوزات هذه المليشيا، فكانت النتيجة إضعاف الدولة، وانتشار السلاح، وتحول الإقليم إلى مسرح للحروب العبثية. اليوم، الفرصة ما زالت قائمة لإصلاح هذا الخطأ، ولكنها لن تبقى للأبد.

🔴 الجيش السوداني يتقدم، والدعم السريع يتراجع، والمجتمع الدولي بدأ يدرك حقيقة هذه المليشيا. الآن هو الوقت المناسب لفك الارتباط معها، وإعلان موقف واضح، والانضمام إلى الصف الوطني، قبل أن يأتي الطوفان ويجرف الجميع.

الخيار لكم، ولكن لا تقولوا غدًا: لم نكن نعلم!

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات