الثلاثاء, نوفمبر 18, 2025
الرئيسيةمقالات✨ بين كُتَيِّب الإنجازات وصوت الشكاوى.. من يسمع الوطن؟ ✨ ...

✨ بين كُتَيِّب الإنجازات وصوت الشكاوى.. من يسمع الوطن؟ ✨ بقلم: عبير نبيل محمد الدامر – ولاية نهر النيل

✦ في قلب ولاية نهر النيل، يقف واليها الدكتور محمد البدوي عبد الماجد، صانع الإنجازات وصاحب الإرادة التي تتحدى كل الصعاب… ✦

✦ بين صخب الشكاوى وهمس المواطنين، وبين كُتيّب الإنجازات الذي يوثق كل خطوة نحو التنمية، يبرز السؤال: من يسمع الوطن حقًا؟ ✦

يقود ولاية نهر النيل الدكتور محمد البدوي عبد الماجد، المعروف بإصراره على دفع عجلة التنمية رغم التحديات. تحت إشرافه، شهدت الولاية مشروعات خدمية وتنموية واسعة شملت الكهرباء – المياه – التعليم – الصحة – الطرق – الإسكان، مع تعزيز دور المقاومة الشعبية والأمن المجتمعي، لتكون ولاية نهر النيل نموذجًا للتطوير والعمل الجاد.


✨ في زحام الوجع السوداني، لا تزال بعض الولايات تحاول أن تُنصت لوطنٍ يتنفس بصعوبة…

في كل إنجازٍ يُكتب، هناك غصةٌ تُروى، وفي كل بابٍ يُفتح للمواطنين، هناك سؤالٌ قديم يطلّ من رماد الذاكرة:

هل ما زال الوعي العامّ حيًّا؟ أم أننا بتنا ننتظر من الدولة ما ينبغي أن نُقدّمه لها؟

الوطن ليس طاولة مطالب، بل ميدان عملٍ تتكامل فيه الأيدي.

والوالي الذي يفتح بابه اليوم لا ينتظر شكرًا، بل ينتظر من يُشاركه همّ الوطن لا وجعه الخاص.

ونهر النيل، الاسم المقدس، هبة السماء على الأرض، شاهدٌ صامت على كل أجيالٍ تبني ولا تنتظر، وتزرع ولا تأخذ إلا حصتها العادلة، ويُفترض أن يكون مرآة لكل مواطن يسعى لفهم معنى الانتماء.


✨ بين تدشين كُتيّب الإنجازات واليوم المفتوح لتلقّي شكاوى المواطنين،

تتقاطع صورتان متناقضتان لمشهدٍ واحد:

حكومةٌ تعمل وسط الأزمات لتوثّق ما أنجزته من مشروعات تنموية وخدمية وأمنية، ومواطنون حملوا أوراقهم بحثًا عن دعمٍ شخصي أو حلٍّ فردي، متناسين أنّ بناء الدولة مسؤولية لا منحة.

الكُتيّب يغطي فترتين زمنيتين من ديسمبر 2021م حتى أغسطس 2025م، ويُظهر حجم الجهد المبذول في جميع القطاعات:

المياه – الكهرباء – الطاقة الشمسية – التعليم – الصحة – الطرق والجسور – الإسكان – القطاع الاجتماعي والزراعي والصناعي – الإنجازات الأمنية – دعم المقاومة الشعبية.

بينما كشفت حصيلة اليوم المفتوح أنّ نحو 95% من الطلبات كانت ذات طابع شخصي، بينما القضايا العامة لم تتجاوز أصابع اليد.

هذا المشهد يكشف عن فجوة هائلة في الوعي الجمعي، وعن ميل المواطن إلى الأخذ دون العطاء.


✨ الوطن والمواطن شراكة متينة كزواج مقدس،

كلاهما مسؤول عن الآخر، كلاهما يُكمل الآخر.

المواطن الحقيقي ليس مجرد متلقي للخدمات، بل شريك في البناء:

يحافظ على ممتلكاته، يدفع الضرائب، يسهم في تحسين البيئة، ويحمل صورة الوطن في الداخل والخارج، مهما كانت التحديات قاسية، سواء من حروب مستعرة أو عقوبات مفروضة أو ظروف اقتصادية صعبة.

ومع ذلك، ما زال الواقع مؤلمًا جدًا: هناك من يعمل ويكدّ بلا توقف، يسهر على تطوير مشروعاته ومجتمعه، بينما يختار آخرون أن يأخذوا دون أن يعطوا، أن يطالبوا دون أن يشاركوا في المسؤولية، أن يشتكوا دون أن يقدموا حلولًا أو تعاونًا.

هذا الخلل في الوعي ليس مجرد عائق أمام التنمية، بل جرح عميق في جسد الوطن، لأنه يكسر التوازن بين ما يُقدّم وما يُؤخذ، ويُضعف روح المشاركة الحقيقية، ويُبعد مفهوم المواطنة الفاعلة التي تبني الأوطان.

المواطن الذي يدرك هذه الشراكة هو من يرفع سقف المسؤولية في ذاته، ويعلم أن حماية الوطن ليست واجبًا حكوميًا فقط، بل أمانة تَحملها كل يد وكل قلب صادق.

فالإنجاز الحقيقي لا يُقاس بالأرقام على صفحات الكتيّبات، بل بقدرة الشعب على المشاركة والوفاء بواجباته، حتى لو ظل الظرف صعبًا، والظلام داهمًا، والعقبات كثيرة.


✨ والي نهر النيل في كل خطوة

يثبت أن الإرادة القوية والجهد الصادق قادران على دفع عجلة التنمية رغم كل التحديات، وأن الإنجاز لا يتوقف على الظروف بل على التصميم والالتزام.

لكن كما تكشف حصيلة اليوم المفتوح، إن لم يشارك المواطن، وإن لم يمتلك الوعي بالواجبات، ستظل الإنجازات محدودة الأثر، وسيظل الوطن ينتظر من يقدّم قبل أن يأخذ، ومن يعمل قبل أن يشتكي.


✨ وفي نهاية هذا اليوم

وفي ظل كل الإنجازات الموثقة والكتيّبات التي تحمل أرقامًا وحقائق، يبقى السؤال الحيّ:

هل أصبح المواطن شريكًا حقيقيًا في هذا البناء؟ أم أنّه ما زال يختار الطريق الأسهل، طريق الأخذ دون عطاء؟

الوطن لا يُقاس بما يُكتب على الصفحات، بل بما يُزرع في القلوب، بما يُقدّم في الواقع اليومي، بما يُحافظ على النهر المقدس، نهر النيل هبة السماء على الأرض، وعلى كل شبرٍ من هذا الوطن الذي يحملنا جميعًا.

إن الوفاء للوطن لا يحتاج إلى شعاراتٍ فقط، بل إلى أفعالٍ صادقة، وإرادة صلبة، وضمير حيّ.

فليكن المواطن جزءًا من هذا النهر، متدفقًا بالعطاء والالتزام، لا مجرد متلقٍ يتناسى مسؤوليته، فالوطن والمواطن شراكة لا تُفصم ولا تُخون.


سلامٌ وأمانٌ، فالعدل ميزان، والوعي أمانة…

✦ توقيع لا يُنسى ✦
امرأة من حبر النار، صوت الحقيقة الذي لا يُخمد، وحبر الكلمات الذي يرافق كل نبضة وطنية، شاهدة على الإنجاز ومشاركة الوجع

بقلم: عبير نبيل محمد – الدامر

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات