الخميس, سبتمبر 4, 2025
الرئيسيةمقالاتالتضليل الإعلامي والشائعات …سلاح الأعداء وفتنة الداخل بقلم/ عبدالقادر عمر محمد عبدالرحمن

التضليل الإعلامي والشائعات …سلاح الأعداء وفتنة الداخل بقلم/ عبدالقادر عمر محمد عبدالرحمن

في زمن الحرب، لا تقتصر المعركة على ميادين القتال، بل تمتد إلى العقول والقلوب. أخطر ما يواجه السودان اليوم ليس فقط المدافع والطائرات، بل التضليل الإعلامي والشائعات التي تُبث ليل نهار عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الإعلام المعادي.

كيف تعمل الشائعات؟

الشائعة مثل الفيروس، تنتقل من هاتف لآخر بسرعة، وتضرب في العمق النفسي والاجتماعي. لا تحتاج إلى دليل أو منطق، بل إلى عقل غير متيقظ.

هي تُحدث بلبلة داخل المجتمع.

تُضعف الثقة بين الشعب ومؤسساته.

وتُربك حتى المقاتلين في الجبهات وهم يتابعون الأخبار.

نماذج من الشائعات الأخيرة

شائعات سقوط مدن كاملة: كثيراً ما تم الترويج لسقوط الفاشر أو مدني او خلاف بين المشتركة والجيش، لكن سرعان ما يثبت أن الحقيقة عكس ذلك تماماً. الهدف من هذه الشائعات هو كسر الروح المعنوية.

شائعات الانقسامات داخل الجيش: ترويج الأكاذيب عن انشقاقات أو خلافات بين القيادات محاولة رخيصة لبث الشك داخل الصف الوطني.

شائعات انعدام الغذاء والدواء بالكامل: رغم الضائقة التي يمر بها الشعب، إلا أن هذه الأخبار المبالغ فيها كانت تهدف إلى خلق الذعر لا أكثر.

التشكيك في المواقف الوطنية: حملات منظمة لتخوين شخصيات وطنية أو مؤسسات رسمية، فقط لإضعاف الثقة في الرموز.

هذه النماذج ليست عابرة، بل أدوات حرب نفسية ممنهجة، يديرها أعداء السودان في الخارج وبعض المتواطئين في الداخل.

مسؤولية المواطن

المواطن هو خط الدفاع الأول.

لا تكن ناقلاً للشائعات.

تحقق دائماً من المصدر: هل هو رسمي وموثوق؟ أم حساب مجهول؟

ساهم في كسر الشائعة بعدم تداولها.

مسؤولية الإعلام والصحافة

الصحفي الحر لا ينجر وراء الإثارة الرخيصة.

كشف وتفنيد الشائعات هو واجب وطني.

يجب أن تتحول الصحافة إلى حائط صد ضد الأكاذيب لا وسيلة لنشرها.

مسؤولية الدولة

إنشاء منصات رسمية سريعة ودقيقة لنشر الأخبار.

الرد على الإشاعات فوراً، وعدم ترك فراغ معلوماتي يملؤه الخصوم.

رفع وعي المجتمع من خلال حملات إعلامية وتثقيفية.


ختاماً

إن الشائعة ليست مجرد كلام، بل رصاصة في صدورنا إذا لم نواجهها.
ولن ينتصر السودان إلا بالوعي، لأن الحرب ليست حرب سلاح فقط، بل حرب عقول.

فلنكن جميعاً: مواطنين، إعلاميين، ومسؤولين، على يقظة دائمة.
فاليقظة اليوم هي خط الدفاع الأول عن السودان.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات