الأربعاء, أكتوبر 15, 2025
الرئيسيةمقالاتالدار السودنية للكتب

الدار السودنية للكتب

بقلم/ محمد فضل أبوفراس

حملت إلينا الأنباء من الخرطوم والتي بدأت تتعافي خبرًا حتما سيكون مفرحًا لعشاق القراءة وممن أدمنوا رائحة الورق وصارت المكتبة اللاكترونية بديلًا علي مضض!!
عودة الدار السودانية للكتب وحق لها أن تحمل هذا الأسم فهي منارة للثقافة والإطلاع في السودان أسسها الأستاذ عبدالرحيم مكاوي ،بدأ مشواره في نشر الثقافة في بداية ستينيات القرن الماضي بمكتبة صغيرة في سوق القضارف وفي نهاية الستينيات إنتقل إلي شارع البلدية بالخرطوم في مبني من أربع طوابق أصبح معلمًا من معالم الخرطوم ،الحاج مكاوي نموذجا للكفاح وقرأت له مقولة عظيمة يجب أن تعلق علي مدخل كل مكتبة وعلي جدار لكل من له عمل تجاري قال الاستاذ مكاوي:

(إن المكتبة علمتني أن الإنسان عليه أن يخلص في أي عمل يقوم به، ويخلص نيَّته وعلاقته بالآخرين ولا يستعجل الغنى، والأرزاق بيد الله)

عبثت تتار العصر بالمكتبات العامة وبكل المرافق عليهم لعنة الله وكنا نتابع ان دار الوثائق والمكتبات الكبري قد تتعرضت للتلف عن قصد فلم يسرقوا كتابًا بل استخدموا أوراقه كوقود للطبخ كما فعلوا ببعض اوراق مكتبتي المتواضعة التي جمعت فيها كتبًا نادرة متجولا مابين مدن العاصمة الثلاث في بداية التسعسينات مابين الخرطوم حيث الدار السودانية للكتب ومروي بوكشب ومكتبة أذكرها خلف كلوزيون رغم صغرها كنت اجد فيها كتبًا نادرة أغتقد أسمها مكتبة خُدام الثقافة ومنها أعرج إلي الكتب المعروضة علي قارعةالطريق أمام سينما كلزيوم وفي بحري أمام الكنيسة وفي أم درمان البوستة واذكر بائعًا اسمه عبدالمالك من غربنا الحبيب رجل مثقف جدا كان يحتفظ لي بالكتب النادرة لحين مجئ الاسبوعي له وهذه الكتب يبعها الابناء من مكتبات آبائهم بدل الأطلاع علي هذه الكنوز !! وجدت كتابًا مكتوب في أول صفحة إلي ابني عمر اوصيك بالقراءة والاحتفاظ بهذا الكتاب !! ولكن هيهات ففد كبر عُمر وباع الكتاب وضيع الوصية بثمن بخس جنيهات معدودو فقلت في نفسي أنا أبنك عُمر يا أبي!!

غدا الأحد ١٧ أغسطس بإذن الله سيتم إفتتاح الدار السودانية للكتب بمقره بشارع البلدية بالقرب من أبو جنزير وتتعافي الخرطوم ثقافيًا،

يجب علي التلفزيون والاذاعة نقل هذا الحدث وأن تفرد البرامج الثقافية له حيزًا والتوثيق الجيد لمثل هذه الأحداث،،

أبوفضل

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات