الإثنين, مارس 10, 2025
الرئيسيةمقالاتالأفراح لا تأتي فرادى. الركابي...

الأفراح لا تأتي فرادى. الركابي حسن يعقوب

هناك عبارة منسوبة إلى الشاعر الفذ أبو الطيب المتنبيء تقول (إن المصائب لا تأتي فرادى)، وأياََ كانت صحة نسب العبارة للمتنبيء من عدمها، فإنها تستخدم للتعبير عن فكرة تقوم على التشاؤم بأن الأحداث الصعبة والسيئة تقع بوتيرة سريعة ومتتابعة أو تأتي مجتمعة وجملة واحدة، مصيبة تتبعها أخرى، أو كومة مصائب تأتي دفعة واحدة، وأنه بالمقابل فإن الفرح يأتي مرة واحدة وبشكل فردي وليس في شكل دفعات متتالية ومتصلة الحلقات، وهي حالة لا تعدو كونها وهْم ليس له أساس على أرض الواقع.

لكن ما حدث بالأمس في السودان، جاء منافياََ لهذه النظرة التشاؤمية، مخالفاََ لها، فقد كان يوم أمس يوماََ من أيام السودان المباركة بدأ بالانتصارات والبشريات السعيدة وتوالت حلقات الفرح والسرور تترى على مدار اليوم، كلما انتهت حلقة بدأت حلقة أخرى..

أولى حلقات مسلسل الأفراح بدأت مع أولى خيوط الفجر بتحرير (القطينة) تحريراََ كاملاََ وتنظيفها وتطهيرها من رجس الميليشيا وعودتها سالمة لحضن الوطن، وبهذا التحرير أصبحت ولاية النيل الأبيض خالية من نَجَس الميليشيا، ليكون وسط السودان كله محرراََ وخالي من أوباش الميليشيا الإرهابية.

وعند الضحى حين ارتفعت حرارة الشمس، جاء (البشير) مبشراََ بنصر آخر سطره فرسان وأسود الجبل، أسود الدلنج كُماة (الهجانة) الذين استعادوا عنوة واقتداراََ و(رجالة) منطقة (الكُرقُل) وهي تابعة ل (هبيلا) بجنوب كردفان من قبضة قوات عبد العزيز الحلو الذي كانت قد سيطرت عليها في خضم إنشغال القوات المسلحة بصد عدوان الميليشيا في يوليو 2023، وبإستعادة الكرقل ينفتح الطريق القومي (الدلنج – كادقلي) من ناحية الجنوب، ومن ثم يكون الطريق من الخرطوم إلى كادقلي سالكاََ.

ثم تتابع الفرح في الظهيرة بنظافة الجيش والقوات المساندة له لوسط الخرطوم ومنطقة السوق العربي وميدان جاكسون لتصبح قريبة من القصر الجمهوري الذي أصبح بالنسبة لها على مرمى حجر.

ثم وقبيل مغيب الشمس ومع احمرار أشعتها قبل أن يغرب قرصها عن الأنظار تأتي البشائر تَقْصِد في مشيها لتلقي النبأ السعيد الذي طالما انتظره الشعب السوداني طويلاً، ومفاده أن متحرك (الصياد) قد إلتقى بقوات (الهجانة)، وهذا الإلتقاء والإقتران يعني فك الحصار عن عروس الرمال مدينة الأبيض والذي كانت قد فرضته شراذم ميليشيا آل دقلو الإرهابية على المدينة الوادعة منذ عدوانها الغاشم الغادر قبل نحو عامين، لتخرج الأبيض عن بكرة أبيها احتفالاََ بالنصر والفتح المبين، واحتفاءاََ بإلتحام فرسان الهجانة بصناديد متحرك الصياد وحُق لأهل الأبيض أن يفرحوا ويبتهجوا، فقد تحرروا من ربقة الميليشيا الإرهابية وشهدوا اندحارها وهزيمتها بعد أن سامتهم سوء العذاب ونكلت بهم أيما تنكيل، وبفرح أهل الأبيض فرح الشعب السوداني كله إلا الفئة الباغية المنبوذة التي ناصرت وظاهرت الميليشيا وظنت أنها قد انتصرت حتى أنها أعلنت عن عزمها الإعلان عن تحرير شهادة ميلاد دولتها المزعومة فإذا هي تحرر شهادة وفاتها وهي نطفة لم تتخلق بعد.

وتتواتر أحزان قادة الميليشيا وشلة السكارى الذين حضروا (صُبحية) نيروبي، ورقصوا وتوعدوا الشعب السوداني في لحظة غياب وتغييب ونشوة عابرة وانتفاخة كاذبة صنعتها الأنخاب والكؤوس بالرؤوس الخاوية، بأن (شُفّع) الميليشيا سيذيقون الشعب السوداني الويل والثبور وعظائم الأمور.

ولما ذهبت السكرة وجاءت الفكرة، بدأوا في القفز من مركب الميليشيا الغارقة.

بدأ الصراخ والعويل، قالت مريم وهي تقرب قربانها اعتذاراََ وتزلفاََ من بعد أنفة وكبرياء زائف، قالت أن ال (بُرمة) تصرف بصورة فردية ودون تفويض من الحزب حين وقع على (خِرقة) الميثاق السياسي، وأضافت – فُض فاها –
وهي ترى انتصارات الجيش تتلاحق قالت (الجيش السوداني هو الجيش الوطني)..
لقد أعادت مريم اختراع العجلة..
مع العلم أنها كانت (شادة حَلتها مع ناس معليش.. معليش ما عندنا جيش)..
وكان قد سبقها (الواثق البرير) فتبرأ من (فِعْلة) رئيس حزبه وقال أنه لم يرجع إلى مؤسسات الحزب قاطعاََ بأن مؤسساتهم ستنعقد لتنظر في أمر الميثاق السياسي ولا ندري هل للحزب مؤسسات بالفعل أم أنها (سواقة بالخلا والسلام) ..

وتأبى الأفراح إلا أن تنشر أجنحتها لتمحو ما علق من أحزان في سماء السودان، بورود أخبار تشفي الصدور، فقد عقد (التجمع الاتحادي الديمقراطي ) مؤتمراََ (طارئاََ) أقال بموجبه كل من المدعو بابكر فيصل، ومحمد الفكي، وجعفر حسن (جعفر سفارات)، ورفض التجمع ما جرى في نيروبي وقال أنها خطوة تهدف لتقسيم البلاد
وطالب بتصنيف الدعم السريع ميليشيا إرهابية، وأكد وقوفه مع القوات المسلحة ودعمه لها .
ولن تكتمل الأفراح إلا بتحرير كامل أراضي دارفور من جنوبها إلى شمالها، ومن شرقها إلى غربها من دنس ورجس ميليشيا آل دقلو واجتثاثهم منها وتعود دارفور سيرتها الأولى طاهرة نقية وادعة آمنة ترتفع فيها المآذن أن حي على الصلاة، وما ذلك على الله بعزيز.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات