وفد السودان برئاسة معالى وزير الخارجية الاستاذ على يوسف الشريف والمدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل يشارك فى إطار مناقشة المؤتمر لقضايا الدفاع والأمن القومى العاجلة .. مشاركة السودان فى هذا المؤتمر يراه المراقبون إنه إنجازا كبيرا واختراق مهم .. وأشار الخبير الأمنى والعسكرى الفريق جلال تاور بأن مشاركة السودان وفى هذا التوقيت يمثل اعترافا واضحا وجليا فى علاقات السودان الدولية .
مؤتمر ميونخ للأمن جاء نتيجة لتحركات دبلوماسية أمنية قادها السودان نحو أوروبا ودولتى فرنسا وإيطاليا وقد توجت بزيارة المبعوث الفرنسى لبورتسودان .. حيث نقلت له وسائل الإعلام تصريح شهير أكد فيه أنه سيلتقى جميع القوى السياسية بإستثناء الدعم السريع .. وهذا ما حدث بالضبط .. ويرى المراقبون أن هذه التطورات كانت ثمرة لمجهودات وتحركات قام بها مدير جهاز المخابرات فى الفترة الماضية فى المحورين الأوروبى والعربى .
الدكتور محمد عثمان المحلل السياسى يرى أن الأجهزة الرسمية فى السودان نجحت بشكل كبير فى تعرية مليشيا الدعم السريع من خلال تسليط الضوء على جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقى التى قامت بها المليشيا فى كافة المناطق التى احتلتها وساهمت فى ابعاد أوروبا من الدعم السريع لتقترب من الأجهزة الرسمية فى السودان .
ومشاركة السودان فى مؤتمر ميونخ بألمانيا مع نائب الرئيس الأمريكى وكافة الدول الاوروبية يشير إلى أن أوروبا لن تتعامل إلا مع الحكومة السودانية الحالية كحكومة شرعية .. وهذا يعنى أن المؤتمر فى حقيقته رسالة لمن يقفون وراء تشكيل حكومة فى مناطق سيطرة المليشيات واوروبا لن تعترف إلا بالحكومة القائمة حاليا فى السودان .. فالأمر أصبح اكبر من مجرد مشاركة فى مؤتمر سنوى للأمن بل هو اعتراف رسمى بالحكومة السودانية الحالية .. كما أنه بشكل ضمنى قبر أى محاولات لتشكيل حكومة متوقع إعلانها فى مناطق سيطرة المليشيات .
سيكون هذا المؤتمر وبإذن الله علامة فارقة فى تاريخ العلاقات السودانية الأوروبية ويكون ضربة موجعة تتلقاها المليشيا التى تلهث وراء تشكيل حكومة ستلد ميته بلا روح ولن تجد أحدا يقدم لها العزاء .. فمثل هذه النجاحات التى بدأ السودان يحصد ثمارها دوليا كانت ثمرة عمل دؤوب وتخطيط مدروس قاده رجال فى الخارجية وجهاز الأمن والمخابرات انتهى بتحييد قارة مهمة كأوروبا وعزلها تماما عن مناصرة المليشيات بل والاعتراف رسميا بالحكومة القائمة ودعوتها للمشاركة فى مؤتمر أمنى غاية فى الأهمية .. فهنئيا للسودان وشعب السودان الصابر .. وكفى .