السبت, يونيو 21, 2025
الرئيسيةمقالاتفلق الصباح. ...

فلق الصباح. علي بتيك. السودان للسودانيين


هو شعار قيل بأن الحاكم العام ونجت باشا هو الذي صاغه بغية إبعاد مصر وسعياً لانفراد البريطانيين بحكم السودان. ثم تبنته لاحقاً الحركة الوطنية الاستقلالية.وبعد نحو من سبعين سنة مضت على استقلال البلاد ومن جراء ما حاق بها من تدخلات سافرة في شأنه الداخلي من الغرب أو العرب كادت أن تعصف بالسودان وتذهب به إلى مخطط التقسيم الذي لايزال قائماً.
فقد شهدت البلاد مؤخراً اختراقات كبيرة من قبل البعثات الأجنبية مهددة الأمن القومي فصال القناصل وجالوا وتسربوا في حواري الخرطوم وأزقتها بلا رقيب بل شكلوا حضوراً حتى في ميدان القيادة دخولا من باب “التفتيش بالذوق” ثم كونوا لجانهم وآليات السيطرة الثلاثية والرباعية وتمددوا من خلال الفصل السادس وكان السابع قاب قوسين لولا تحرك الجيش الذي أحبط المخطط الذي كان بستهدفه من خلال ماروجوا من مشاريع التفكيك التي عقدوا لها ورش عمل أمها الغربيون كخبراء وهم من قام ابتداءً بفصل وإحالة الآف الضباط من كل القوات النظامية مثلما أقدموا على حل جهاز العمليات لصالح المليشيا التي وقعوا معها اتفاقا إطاريا أوصل البلاد لحافة الهاوية فكان التمرد الذي ظاهروه سياسياً.
لكن تلاحظ أن الدول الغربية غيرت من سياسات التدخل المباشر في الشأن السوداني إذ باتت تعتمد على توابعها في المنطقة والإقليم مثل الإمارات وتشاد وكينيا التي تستضيف وترعى أولئك الذين يتحدثون عن حكومة موازية وإن لم يفلحوا وللمرة الثالثة في التواثق والتوقيع.
وفي المقابل يعاب على الحكومة السودانية خطواتها البطيئة في ملف “الحوكمة” وإن شرعت مؤخراً في تعديل الوثيقة الدستورية التي أكلتها دابة السياسة ومزقتها إخفاقات واضعيها الذين ذهبوا شذر مذر.ويعاب على القيادة العسكرية ممثلة في المجلس السيادي إهمالهم ملف الجهاز الإداري إن في تسمية رئيس للوزراء أو تقوية أجهزة الحكم ومؤسساته وعلى كل المستويات مجابهة للتحديات التي تتصدرها الحرب وإفرازاتها.
فبعد عامين من المفاصلة واصطفاف الشعب خلف قواته المسلحة في معركة الكرامة لم يعد مقبولاً مجرد الحديث عن تشكيل حكومة “تكنوقراط” أو فتح خطوط للتواصل مع من رهنوا أنفسهم والوطن للخارج وتسببوا في نكبة البلاد وماتعانيه.
نأمل أن تلتزم السلطات السودانية شعار “السودان للسودانيين” وألا تفتح الباب لأية مبادرات أو مفاوضات خارجية تسعى لإرجاع الخائنين الذين ظاهروا التمرد كفاحا تحت أية مسميات “قحاتة كانوا أم تقدم أو صمود” لأن في ذلك إعادة لتدوير الفشل وإنتاج الأزمة وهو ما لايقبله الشعب الذي صبر وصابر ودفع فاتورة المعاناة دما ودموعا وتهجيرا وتدميرا وإفقارا ممنهجا وهو الذي ظل يتطلع لليوم التالي للحرب أي بعد الانتصار في معركة الكرامة وما يحمل من بشريات العودة للديار وإعادة للإعمار.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات