مخطئ من لا يعترف ويعتز بتميز ديناميكية الدبلوماسية السودانية، رؤية ثاقبة ومنفتحة على العالم، وتردع بصورة متوازنة كل من يطاول على السيادة الوطنية، يقودها بحصافة رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام لقوات المسلحة سعادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان ويعبر عنها ببلاغة وجرأة، سياسية ومتابعات دؤوبة مع الحكومات الاخرى وزير الخارجية على يوسف وهو يتحرك في كل الاتجاهات آخرها استدعائه لسفير السودان لدى نيروبي كمال جبارة احتجاجاً على استضافة كينيا لإجتماعات المليشيا المتمردة وحلفائها، في خطوة تعتبر عدائية ضد السودان، وهي تضرب بكل الأعراف الدبلوماسية عرض الحائط،لاسيما الموقف القبيح للرئيس دولتها (روتو) بإحتضانه وتشجيعه لمؤامرة تأسيس حكومة لمليشيا الإبادة الجماعية وتابعيها بتوقع اتفاقاً مع مليشيا آل دقلو الإرهابية، وهذه الخطوة بكل تأكيد تتنافي تماماً مع إلتزامات كينيا بموجب القانون (الدولي) وميثاق (الأمم المتحدة) إضافة إلى كونها تقدم دعماً مباشراً لمجموعات إرهابية مسؤولة عن جرائم ضد الإنسانية في السودان… أن هذا الاتفاق يهدف إلى إنشاء حكومة موازية، ما يعد انتهاكاً صارخاً لمبادئ احترام سيادة الدول، بعدم التدخل في شؤونها الداخلية، يأتي كل هذا الحراك في الوقت الذي تواصل فيه مليشيا آل دقلو الإرهابية ارتكاب جرائم جسيمة، من ضمنها الإبادة الجماعية الإنتهاكات ضد المدنيين أخرها ما حدث قبل اسبوع لقري القطينة بولاية النيل الأبيض وهي ترتكب مجزرة بشرية راح ضحيتها أكثر من اربعمائة شخص مع صمت دولي مريب.. ما قامت به نيروبي يتعارض مع قواعد حسن الجوار، ويمثل أيضاً تصعيداً عدائياً من جانب (كينيا) ضد السودان، هي تحتضن حشد من قوى الظلام والشر وأعداء الوطن… يمكرون يمكرون والله خير الماكرين ومهما فعلوا من افاعيل فلن تؤثر على الواقع الميداني بشئ بتاتاً في ظل استمرار تقدم القوات المسلحة والقوات المشتركة، لتحرير البلاد من المليشيات الإرهابية ومرتزقتها الأجانب، ومن ضمن الخطوات الإيجابية التي تحسب للحراك الدبلوماسي هي دعوة وزارة الخارجية لي كآفة المجتمع الدولي إلى إدانة السلوك العدائي لدولة كينيا وان السودان لا يصمت إطلاقا تجاه هذه التجاوزات وسوف تتخذ خطوات فعلية من شأنها التصعيد الدبلوماسي ضد نيروبي إذا لم تتراجع عن موقفها المعادية ضد السودان من جانب اخر أظهرت كل هذه المواقف المشرفة للدبلوماسية السودانية رؤية أمنية وقائية واستشرافية لمجمل الأحداث الجارية في السودان وما يحدث فيها من تطورات من حين لآخر من خلال معركة الكرامة لا سيما في هذا الوقت المفصلي من تاريخ الوطن، لذلك ليس من السهل ان نشهد ونتفكر بعمق حيال كل هذه المواقف المشرفة، وهي تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ان خارطة العمل الدبلوماسي فعال ومميز يبرهن بكل تأكيد نجاح الدبلوماسية السودانية، وهي تقوم بهذه الأدوار العظيمة من خلال كل هذه التطورات، وهي تعمل وفق رؤية ثاقبة ومتناقمه من أجل استقطاب دولي تجاه قضايا الوطن الراهن تصب في مجملها لصالح وحدة أراضي السودان، لجنى ثمار هذه الجهود نصراً عزيزاً مبيناً يثلج الصدور بفضل حنكة القيادة وبسالة القوات المسلحة المشهود لها دوماً صمام امان واستقرار هذا الوطن لإستشراف القادم تباعاً وبذكاء سياسي عميق على هيئة انجازات دبلوماسية تصب في مصالح أمن بلدنا الحبيب في المقام الأول، في ظل ظروف اقليمية وعالمية اقل ما توصف به انها زئبقية التركيبة متأرجحة المواقف، لذا من هنا يتجلى نجاح دبلوماسيتنا في تشخيص هذا، عبر حفاظها على مصالح وأمن بلدنا العزيز دون ان تغفل او تتباطأ عن تعميق وتكثيف تأثيرها عربياً وعالمياً معاً، وفي هذا السياق يمكن فهم الاهتمام الكبير جدا للدبلوماسية السودانية بجذورها الأمنية والعسكرية في واقع خارطة الطريق التي وضعت بعد مشاورات واسعة مع القوي الوطنية والمجتمعية، بوضع خارطة طريق للإعداد لمرحلة ما بعد الحرب واستئناف العملية السياسية الشاملة التي ستتوج بعقد الانتخابات العامة الحرة والنزيهة.
وخارطة الطريق هذه تدعو الي إطلاق حوار وطني شامل لكآفة القوى السياسية والمجتمعية، التي وقفت موقفاً وطنياً منحازاً إلى الصف الوطني، وقد شملت خارطت الطريق ايضاً هذه الدعوة لتشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة لاستئناف مهام الفترة الانتقالية، لتعين الدولة على تجاوز تبعات وآثار الحرب، وهي ايضاً من ضمن هذه الخارطة هي القيام بإجراء تعديل في الوثيقة الدستورية، لتواكب هذه المرحلة المهمة من تاريخ السودان لذا يقع على عاتق المجتمع الدولي، خصوصاً الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، إلى دعم خارطة الطريق باعتبارها تمثل توافقاً وطنياً لإرساء السلام والاستقرار في البلاد بإستكمال مهام الانتقال.
يحق لنا الوقت الإستثنائي ان نفتخر بانجازات قوات الشعب المسلحة ونجاح الدبلوماسية بعمقها الفكري الامني والعسكري في الحفاظ على المكتسبات الوطنية معاً بفضل تلكم النجاحات المشرفة لدولتنا ورجالاتها الاشاوس مدنيين وعسكرين على المسرحين الاقليمي والعالمي خدمة لاهلنا الاكارم في الوطن الحبيب وحمى الله السودان من كيد الأعداء والمتربصين بأمنه واستقراره.