لم اتطرق لمهزلة جومو كينياتا لأنها لا تستحق الحديث ، ولأن الحديث عنها في حد ذاته صنع لحدث من اللاشيء فأنا أرى ماحدث هناك مجرد مهرجان للراقصين والراقصات على خشبة مسرح المأجور الكيني وليام روتو وبتمويل الكفيل الإماراتي فهذا يكفي لسخافة العرض المسرحي المبتذل.
فحضور مهرجان جومو من بينهم مسنين رفع عنهم القلم ومن بينهم بينهم مجانين أذهب حب السلطة والتسلط عقولهم ومن بينهم أطفال لم يبلغلوا الحلم بعد ومن بينهم من تسعدها الإغتصابات وترى انها من كمال أنوثة المرأة أن يفعل الأشاوس هكذا بحرائر السودان ومن بينهم كذلك محبين عاشقين يتلصصون الأخبار من وراء الستار في مسرحية أكثر سذاجة سمو نفسهم أهل الصمود فالصمود براء منهم ومن صنائعهم فجميعهم غطاء رأس ميارم الفاشر أشرف من ان يقارن بهم.
استفسرني زميل عما سيؤول إليه الوضع وهل لخطوتهم أثر على الواقع السوداني فاجبته بقصة لرجل صالح وهبه المولى عز وجل ولدين أحدهما إقتفى أثر والده والآخر لعوب غارق في المحرمات وملذات الدنيا الأول برٌ بوالديه عطوف شفوق تزوج الودود الولود وجاور أبواه فأنجب البكر وسط فرحة والديه وجميع أهله أما الآخر واصل في سقوطه وتردده على الخمارات واللعب بشرف البنات فأنجب ابن سفاح نسبته من حملت به إليه بينما أنكر هو النسب رغم تتطابق جينات الشبه فعاش ابن الأول عيشة الأكرمين معروف الحسب والنسب مرفوع الهامة والقامة وعاش ابن الآخر تحت الإذلال والقهر النفسي لاحقوق ولا واجبات يناديه المارة باللقيط فمات ابوه تحت تأثير الخمور ليلحق به هو الآخر وبنفس السبب فشتان مابين الإبن الشرعي واللقيط ابن السفاح فيبدو أن الصورة قد إتضحت والمزيد من التفاصيل تفسد المعنى…لنا عودة.