الثلاثاء, مارس 11, 2025
الرئيسيةمقالاترونق الصباح... ...

رونق الصباح… اسامه الصادق ابو مهند. دفع البلاء يأتي بالصبر والدعاء

ولا تدرى هل تأقلمت مع الوجع وتبلدت مشاعرك وحواسك أم قررت الإنسحاب من الحياة تاركا فيها جسدك بعد ان فقدت عافية الروح أم هى حالة إستسلام هادئ وديع.. فى كل الحالات يبقى التأقلم بصمت قد يكون منحة من الله إلى أن يمن عليك بعناية لطفه ورحمته..فلا تجزع لقدر الله وأمره بالخذلان من عدم الصبر والجزع وغيره من المشاعر الإنسانية المضاربة، فالجزع لا يرد مفقودا ولن يحيي ميتاً، وهو اعتراض مسبق على قضاء الله وقدره ولن يقدر كائن من كان على رد القدر، فالجزع عندي حدوث أي مصيبة يسر بلا أدنى شك أعداءك ويشمت بك الحاقدين والحاسدين ويزيد من حرقة وتيرة ألآمك ويشفي وغر أعدائك ويجعل قلبك ينقبض ووجهك عابس وفوق هذا وذاك يذهب نضارة وجهك ويخفي حيويته..كما يؤثر كل ذلك سلباً على روحك وجسدك وصحتك فالجزع لا يوقف قضاء الله النافذ وهو مكتوب منذ الأزل لا محالة واقع حيث الأقلام رفعت والصحف جفت يقول الرسول صلي الله عليه وسلم :(وأعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وأن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك) وأعلم (أنا ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصبك) إنها مجردة وصادقة نطق بها خير البرية فتيقن بها سكينة للروح، فمن رضي فله الرضا، ومراد الله لا محالة نافذ، ومن غضب فله الغضب ، وأمر ماض، والسخط لا يفيد في دفع البلاء، والذي يفيد بلا شك هو الصبر ، والجلد، ولا ينافي الصبر، وحصول الأجر الموعود عليه طلب دفع البلاء بالتداوي، والدعاء، ونحو ذلك من الوسائل، فالإتستمرار في التداوي، والإلحاح على الله في المسألة؛ هو المسلك الصحيح الرابح في دعائك على كل حال، وأحسن الظن بالله تعالى، واعلم أنه أرحم بك من أمك التي ولدتك، وأنه لا يقدر لك إلا ما فيه مصلحتك؛ لأن أفعاله كلها جارية على مقتضى الحكمة، لا تحزن وتجزع على نعمة فقدتها يوما ما وتيقن أن الذي إبتلاك (يحبك) وقد أعطاك نعماً لا تحصي ولا تعد. قال الله تعالى: (وآتاكم من كل ما سألتموه وإِن تعدوا نعمت الله لا تحصوها إن الإِنسان لظلوم كفار)… وأن لكل شئ كتابه وستأتي اوقات الفرج وإن تلبد سماك بغيوم الهم وعند الله طوق الفرج والهم يزاح والمرض يزول والذنب يغفر والدين يقضى والمحبوس يفك أسره والغائب يعود يوما وإن طال الغياب والفقير يرزق ويغتنى.. والأيام دول بين الناس هذا وعد وبشري من الله لعلنا نتفكر ونتدبر عمق الإبتلاء الرباني (إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين)
لا تيأس وتستسلم لتثبيط الشيطان، لا تيأس مهما كانت شدة المصائب، فإنه دائماً يبدأ كبيراً ثم يتلاشى. الصبر على المصائب شجرة جذورها مرة وثمارها شهية،وعند المصائب ألتزم بثلاثة أشياء وهي مهمة جداً وهي الصبر، والدعاء، وانتظار الفرج.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات