السبت, يوليو 5, 2025

أنفال”. بقلم بدرالدين عبدالرحمن “ودابراهيم”.. أدوات “الفريق البرهان” السياسية..

يحتاج “الفريق البرهان”رئيس مجلس السيادة الموقر،الى إستشارية سياسية على درجة عالية من الوعي والإدراك،يكون القدرة الفائقة على قراءة المعطيات على الأرض بصورة متكاملة وفقا لمجريات حرب الكرامة الوطنية.
الراهن السياسي الذي تشكل الآن يختلف بكل المقاييس عن التركيبة السياسية التى راجت في السودان بعيد أحداث ٢٠١٩،التى كان لها تعقيداتها الداخلية والخارجية مماأجبر مكونات الشعب الوطنية بالقبول بشكل سياسي غير مستساغ إنحاءا لعاصفة كان من المتوقع أن تمر دون يمس البلاد ضرر في أمنها القومي.
لذلك فإن التعاطي السياسي لمكتب “الفريق البرهان” إن لم يواكب التغييرات الجوهرية في نظرة الشعب السوداني لأمر الحكم والإدارة ووتوزيع الثروة،وكيفية المحافظة على الأمن القومي،فإنه سيكون كمن يري السراب ماء،أو كمن يحرث في لج بحر عميق.وستكون التقديرات الخاطئة هنا مدعاة للصدام المباشر مع مكونات الشعب الجديدة التى ولدت منتوجا وطنيا قويا حرا غير قابل للمساومة بأي شكل من الأشكال.
بوصلة حرب الكرامة أكدت أن القوات العسكرية يجب أن تكون محصورة فقط في الجيش وجهاز المخابرات والشرطة،إذ لامجال للتسليح خارج هذه الأجهزة حتى لايكون ذاك بابا جديدا للمزايدات السياسية التى من خلالها يتم لى ذراع الدولة.وهو أمر يجب على من يصنع الإتجاه السياسي للفريق البرهان أن يضعه نصب أعينه.
وغير بعيد ذلك،تنامي أصوات الرفض القوية والحاسمة لضرورة إبعاد كل الأحزاب التقليدية عن سدة الحكم خلال الفترة القادمة،وخاصة الأحزاب العقائدية والقائمة علي إرث السيد وبيت الإمام وتبعية الحوار التى اقعدت البلد من خلال تجارب كثيرة أظهرت فشلا مريبا.
فضلا عن ذلك التنامي العقلاني الواسع لدي الشعب بأهمية كل الأحزاب والجماعات المرتبطة بتنفيذ أجندة خارجية أو إقليمية،(تقدم،صمود) كمثال،وقد بان الرفض الجماهيري الحاسم لهذه الكتلة الخرقاء التى ذهبت في درب الخيانة والعمالة وكأن الأمر نزهه!!.
لذلك فإن على مستشارية السيد البرهان السياسية أن تضع قرنا إستشعار يقرأ مدار اليوم ،بل وعلى مدار الساعه،الى أين يتجه الرأي العام السوداني الوطني والقومي،على أن يكون ذلك من أدوات تكون موجودة في الوزارات والمؤسسات والمصالح الحكومية،والجامعات والمعاهد العليا،المساجد والأندية والأسواق وكافة أماكن التجمعات،فضلا عن القياس الأهم للرأي العام من خلال الإعلام الجديد المتمثل في وسائل التواصل الإجتماعي كونها أضحت الوسيلة الأبرز في إيصال المعلومة،وكونها تسهم في إسقاط الإنظمة وتغيير الحكومات صحبة وسائل وأدوات أخري.
وإن كان من نصح مخلص “للفريق البرهان”،هو أن قم بتغيير الطاقم السياسي لديك،وأختر طاقما طبا وحاذقا وخبيرا وملما وجامعا وغير مفرق،وله القدرة على الإستقراء وفقا لكل المعطيات الراهنة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات