الأربعاء, مارس 12, 2025
الرئيسيةمقالاتكلام بفلوس... ...

كلام بفلوس… مدينة بربر تودع وتحتسب إبنها البار الشيخ الجليل احمد عبدالرحمن محمد ،،. ✍️ تاج السر محمد حامد

الألم يعتصر كل القلوب على وجه العموم وبربر على وجه الخصوص لفراق الشيخ الجليل احمد عبدالرحمن محمد .. الجميع يبكى ولازال الحزن يملأ اركان وجنبات اهل السودان .. موت هذا الشيخ حرق كل القلوب وهو يودع الدنيا من غير رجعة ليبقى الحزن والألم المملوء والمسبوغ بكل حزن العالم ليصبق الأفق باللون الأسود .. لون الوجع والألم والفاجعة وصدمة الحدث .. هكذا وبكل بساطة قيل لنا رحل شيخنا الجليل احمد عبدالرحمن محمد إلى ملكوت السموات والأرض .

فالعيون باكية والدموع غزيرة والقلوب حسيرة والنفوس كسيرة والناس كلها حزينة مكلومة جريحة والالسن معقودة والجرح غائر وعميق وفراق الشيخ احمد مؤلم وقاس وموجع على كل اهل السودان .. ثم ماذا أقول بعد ذلك وقد فارق الحياة فالجميع يبكى من القلب إلى يوم الرحيل .. لقد تشتت الكلمات وشلت قدرتنا على أن نعبر عما يجيش فى قلوبنا التى تمتلئ ألما وحزنا وإيمانا وصبرا ليسرقنا الحزن على مسارات الحياة .. فياترى كيف وصل الخبر إلى مسامع اهل السودان المكلومة .. فالعين تدمع وأن القلب ليحزن لفراقك ياشيخ احمد عبدالرحمن محمد .

فالموت ذلك القدر المحتوم على كل إنسان وهو الكأس الذى يشرب منه كل مخلوق على هذه البسيطة وهو الزائر الذى يأتى دون إستئذان .. نعم لم يفلح الطب فى رد القدر وما كان له أن يفعل ذلك وما كان له أن يزيد أو ينقص يوما من حياة الشيخ احمد عبدالرحمن وهو قضاء الله الذى لا راد له إلا هو .. فأية آهة حزن غرستها فينا برحيلك المفاجئ .. وأية دمعة حزن تركتها تنحدر من مآقينا .. فقد كان رحيلك بفاجعته عن دنيانا يكذب عقولنا التى لم تصدق لكنها أمام إرادة الله لابد أن تصدق وتخضع لأمره سبحانه وتعالى فلا بقاء إلا لوجهه الكريم .

لم يبك لرحيلك أبناء السودان فقط فقد بكاك كل العالم لأنك لم تكن مجرد شيخ عادى بل كنت كالنهر النقى التى تمتد شراينه إلى خارج الوطن .. لقد كنت كالقمر المضئ لكل اهل السودان فأنت مثالا للخلق الرفيع والروح العالية والنفس الكريمة التى يلقاها إنسان السودان فى أحلك الظروف .. ثم ماذا نقول بعد ذلك وقد انطفأت مصابيح حياتك .. فنحن أبناء السودان وأبناء بربر نبكيك من القلب إلى يوم الرحيل .. فقد لا نبكى فى اشد لحظات الألم والحزن لكن اليوم نبكيك ونبكيك مهما بلغ التعبير لن يستطيع أن يسطر فى سجاياك ومزاياك وخلقك الرفيع ما يوفيك حقك كاملا .. لقد تشتت الكلمات وشلت قدرتنا على أن نعبر عما يجيش فى قلوبنا.

واخيرا عزاؤنا وعزاء الجميع إنك إنتقلت إلى رحاب الخالق الذى ندعوه ودعوناه لك بالمغفرة والرحمة والبركات وشآبيب الرحمة والعتق من النار وماذلك على الله بعزيز ورحمته وسعت كل شئ عزاؤنا لكل اهل السودان فى زمن يعجز فيه العزاء .. فها أنت ياشيخ احمد عبدالرحمن محمد تلحق بركب الذاهبين من رجال فى رحيلهم فاسمك سيظل فى ذاكرة التاريخ .. وداعا شيخنا احمد .. وعليك سلام وسلام .

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات