اليوم، يقف السودان الجريح على مفترق طرق غير معبدة ، بعد أن أرهقته الصراعات وقسمته الولاءات الحزبية والتجاذبات الشخصية.إنها لحظات فارقة من تاريخ الأمم ، حيث تقف الشعوب على مفترق طرق إما أن تختار طريق التفرق والانهيار، أو تصطف تحت راية واحدة نحو البناء والنهضة. ولكن آن الأوان لأن نخطو نحو مستقبل مختلف، مستقبل يكتب بتوقيع الجميع على “ميثاق شرف” يتعهد فيه أبناء الوطن، كل في موقعه، بأن تكون مصلحة السودان فوق كل اعتبار.
نداء إلى الضمير الوطني
إن بناء الأوطان لا يتم إلا بسواعد موحدة، تنبذ الفرقة والخلافات، وتضع الانتماءات الضيقة جانبًا. إن اللحظة الراهنة تستدعي أن يسمو أهل السودان فوق الأهواء الشخصية والحزبية، ويتنادوا إلى هدف أسمى: إعادة بناء وطن تهدم بنيانه، وانتشال شعب أنهكته ويلات النزاعات.
إن الوطن أمانة في أعناقنا
وليكن هذا الميثاق هو الرابط الذي يوحد أبناء السودان، حيث يقف الجميع صفًا واحدًا، لا حزبيين ولا متحزبين، بل مواطنين يحملون هم الوطن. ولتكن هذه الكلمات هي العهد الذي يجمع المهندس والطبيب، الفلاح والمعلم، الجندي والعامل، على أن يعملوا معًا لنهضة السودان، بكل إخلاص وتجرد.
ولتحقيق ما أدعو إليه فهناك خطوات نحو البناء اوجزها في الآتي :-
- التوحد في الرؤية بأن تكون مصلحة السودان فوق كل المصالح.
- التعاون بين التخصصات ويجب على أهل كل مجال أن يقدموا خبراتهم في سبيل إعادة الإعمار.
- نبذ الفرقة وتجاوز الخلافات السياسية والفكرية لصالح هدف مشترك.
- الالتزام بالشفافية لتكون النزاهة هي أساس العمل في كافة القطاعات.
٥. إعمال روح القانون ومحاسبة كل من ارتكب جرماً في حق الوطن وشعبه ..وتطبيق القانون على الكل ولا كبير على القانون .
ولنعلم جميعنا أن السودان ليس مجرد أرض ورقعة جغرافية ، بل هو روح تجمعنا، وهوية تعرفنا. لنقف معًا، بعيدًا عن كل ما يفرقنا، ولنكتب بعرق الجبين ودماء التضحية قصة وطن ينهض من بين الركام ليصبح منارة للأجيال القادمة.
إنه ميثاق للوطن دعونا نتواثق عليه ، لا من أجل حزب أو طائفة أو جهة، بل من أجل السودان، ومن أجل الأجيال التي تستحق أن تعيش في وطن مزدهر ومستقر بإذن الله تعالى . فهذا السودان أمانة، وأمانته تقتضي منا أن نترك الصراعات خلفنا، ونتقدم بخطى ثابتة نحو بناء الغد ونمهر هذا الميثاق بدماء شهداء الكرامة الخلص الأوفياء وليكن هذا عهدنا معهم .
بل فليكن هذا الميثاق رسالة لكل سوداني، في الداخل والخارج، أن السودان يناديكم. فلنلبي النداء، ونضع أيدينا في أيدي بعض، متعاهدين أن نصنع من الألم أملًا، ومن الانقسام وحدة، ومن الدمار نهضة.