أعربت وزير التعاون الدولي بدولة قطر لؤلؤة بنت راشد الخاطر في كلمة، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة ، عن شكرها لجميع الدول والمنظمات الأممية القائمة “على اجتماع اليوم الذي يكتسب أهميته من أهمية البلد الذي نناقش مأساته، السودان، هذا البلد العزيز على قلوب جميع العرب. هذا البلد العريق والكبير الذي يطل على أحد أهم الممرات البحرية والذي تمتد حدوده مع عدد من أكبر الدول الأفريقية مما يكسبه أهمية استراتيجية كما يجعل آثار وتداعيات الحرب فيه كارثية على منطقة القرن الأفريقي برمتها والمنطقة العربية عموما”.
وتابعت ” عندما اجتمعنا في نفس هذا المكان من العام الماضي كان يحدونا الأمل أننا لن نجتمع مجددا إلا وقد وضعت الحرب أوزارها وأننا ربما اجتمعنا لتداول خطط التنمية وإعادة ترميم ما خلفته هذه الحرب الدامية، ترميمُ الحجر وترميمُ البشر كذلك. فما تخلفه هذه الحرب لا يقتصر على البنى التحتية والمستشفيات والمدارس، بل فَقْدٌ وتهجير واعتداءات مفزعة تشيب لها الولدان”.
ولفتت وزير الدولة للتعاون الدولي إلى أن سعادة الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس مدير عام منظمة الصحة العالمية أشار خلال زيارته الأخيرة للسودان إلى توقف ٧٠٪ إلى ٨٠٪ من المرافق الصحية عن العمل، مضيفة إلى أن اللجوء في السودان يعتبر أكبر مأساة لجوء قائمة على مستوى العالم في هذه اللحظة، كما أن النظام التعليمي قد تعطّل بالكامل، مما يجعل هذه أكبر نسبة للأطفال خارج المدارس حيث تقارب المئة في المئة.
واستطردت قائلة “لنا أن نتخيل أن هذا البلد الزراعي، الذي يجري النيل فيه، يتضور أبناؤه جوعا! فبحسب إحصاءات منظمة الغذاء العالمي هناك أربعةَ عشر مليون إنسانٍ في السودان يعانون من الجوع الحادّ كما أن ثلاثة عشرَ منطقةً على حافة المجاعة. أما المرأة السودانية الكريمة العزيزة فتدفع أثمانا مضاعفة، بسبب اعتداءات مجموعاتٍ تحركها الأثمان البخسة من المال، مجموعاتٌ خارجةٌ عن القانون والأخلاق والسلوك الإنساني القويم”.
وشددت على أن للحرب في السودان مسارين، سياسي وإنساني، ومن المهم المضيّ بفاعلية وسرعة شديدة في كليهما، مشيرة إلى أن دولة قطر تشخى أن يتحول ملف السودان إلى مجرد ملف روتيني وأن يتم تحويل الأشقاء الكرام في السودان إلى مجموعات من اللاجئين فيتمّ اختزال التعامل مع هذا الملف المحوري في بُعد واحد، وهو المساعدات الإنسانية.
وثمنت وزير الدولة للتعاون الدولي عاليا الجهود السياسية المهمة التي تقوم عليها المملكة العربية السعودية من خلال منبر جدّة مجددة دعم دولة قطر له، كما ثمنت عاليا الجهود التي تقوم عليها جمهورية مصر العربية في هذا الملف سواء على المستوى السياسي أو الإنساني.
وشددت على أﻫﻤﻴﺔ اﻹﺳﻬﺎم ﻓﻲ إﻋﺎدة ﻣﻠﻒ اﻟﺴﻮدان إﻟﻰ اﻷﺟﻨﺪة اﻟﺪوﻟﻴﺔ ووﺿﻌﻪ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﻤﺔ أوﻟﻮﻳﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ، معربة عن تأكيد دولة قطر ﻋﻠﻰ مجموعة ﻣﻦ اﻟﻤﺒﺎدىء اﻟﺘﻲ يفترض أن ﺗﺸﻜﻞ اﻷﺳﺲ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻴﻬﺎ أﻳﺔ ﻣﻘﺎرﺑﺔ دوﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﻠﻒ اﻟﺴﻮداﻧﻲ وهي أولا اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎدة ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﺴﻮدان ووﺣﺪة وﺳﻼﻣﺔ أراﺿﻴﻪ واﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ الوطنية، وثانيا ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺴﻮداﻧﻲ اﻟﺸﻘﻴﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪأ ﺑﺤﻘﻦ دﻣﺎﺋﻪ واﺳﺘﻌﺎدة أﻣﻨﻪ ﻓﻲ وﻃﻨﻪ وﺗﻮﻓﻴﺮ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻪ واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺗﻄﻠﻌﺎت ﺷﻌﺒﻪ اﻟﻤﺸﺮوﻋﺔ، وثالثا وﻗﻒ اﻟﺘﺪﺧﻼت اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﺳﻬﻤﺖ ﻓﻲ إﺷﻌﺎل ﻓﺘﻴﻞ ﻫﺬه اﻷزﻣﺔ إﺑﺘﺪاء، وﻟﻤّﺎ ﺗﺰل ﺗﺴﻬﻢ ﻓﻲ إﺷﻌﺎل اﻟﺤﺮاﺋﻖ ﺑﺪل إﻃﻔﺎﺋﻬﺎ.
وعبرت عن أملها في أن تسارع الدول إلى تفعيل تعهداتها لدعم السودانيين في الداخل وفي دول اللجوء، مشيرة إلى أن مجموع مساهمات دولة قطر للسودان الشقيق منذ اندلاع الحرب بلغ خمسة وسبعين مليون دولار أمريكي من خلال صندوق قطر للتنمية كما أسهمت الجمعيات غير الربحية في قطر مثل قطر الخيرية والهلال الأحمر القطري بما يتجاوز واحدا وعشرين مليون دولار إضافية.