الأحد, ديسمبر 22, 2024
الرئيسيةمقالاتصفوة القول :هجوم حميدتي على (مصر ) وملامح الخطاب الموازي الذي تريده...

صفوة القول :هجوم حميدتي على (مصر ) وملامح الخطاب الموازي الذي تريده (تقدم )..!!

كثير من الناس استغربوا من هجوم حميدتي على جمهورية مصر الشقيقة وبعضهم رأى أنه فتح النار على الجميع في اللايف الذي قدمه من مكانه المجهول ؛ ولكني أرى خلافا لذلك .. إذ أن هذا الخطاب ليس مرتبكا ولا مرتجلا بل هو مخطط له بدقة وبعناية فائقة وبمكر ودهاء .. !!

صحيح انه ظهر مهزوم سياسيا وعسكريا وأخلاقيا لكن الخطاب لا يعبر عن مشاعر الهزيمة فحسب إنما عن تفكير خبيث لما بعد الهزيمة ولا شك أن هناك دوائر مخابراتية خلف هذا الخطاب حتى تتبعثر الأوراق من كل النواحي ؛ وحتى يصعب فهم ملامح حقيقة حرب مليشيا الدعم السريع على الدولة والأمة السودانية ..

سياسيا أراد حميدتي أن يقول أنه ليس مع قحت أو تقدم وأنه بعيدا عنها في محاولة لتبرئتها من الكلفة الأخلاقية لهذه الحرب وقد أمره بذلك من يديره ويدير تقدم ؛ فقد أيقن الراعي المشترك لهما انه من الصعب أن ينقذهما كطرفين معا لذلك قرر إنقاذ أحدهما وهو تقدم ، والتضحية بالدعم السريع بعد انتهاكاته الخطيرة وصورته التي أصبحت قبيحة امام السودانيين وأمام العالم ..!!

وقد فعل ذلك حميدتي بغباء يحسد عليه فكيف له أن يقبل أن يعلن عن عزلته وعن انه حارب من أجل ذاتيته وشخصيته المريضة وليس من أجل منظومة سياسية خيل له انها تعبر عن القوى المدنية في البلاد .. كيف له أن ينقذها ليورط نفسه ويحمل القبايل التي تحالفت معه هذه الكلفة الأخلاقية الباهظة ؟ كيف له أن يقبل أن يموت هو ومن معه وأن تحيا تقدم ؟ أنه منتهى الغباء..!!

فالقوى التي أمرته بسرد هذا الخطاب أرادت أن تعلنه مجرماً أعزلا منبتا بلا سند دولي أو إقليمي وبلا ظهير سياسي فقط (هو من أراد أن يتحصل على السلطة بقوة السلاح ففشل ) هكذا يريدون أن يقولوا للناس !!

خارجيا أراد حميدتي باتهامه لمصر أن يبرئ الدول التي تدعمه وترعاه من هذه التهمة وذلك بصناعة خطاب موازي للخطاب الذي يردده الجيش ومن خلفه الشعب السوداني والذي يتهمون فيه الإمارات وتشاد بدعم ورعاية التمرد فقد تعودنا أن نرى من المليشيا المحاكاه فهي دائما تحاكي الجيش حتى في بياناته لأنها لا تملك شيئاً ذاتيا فهي بلا عنوان ولا فكرة ولا تأسيس روحي او معرفي فهي دوما تقلد وتحاكي وذلك بلزوجة يتقذذ منها الناس..!!

وما يؤكد هذا التحليل أن الجناح السياسي (تقدم) قد بدأت ملامح خطابه الجديد تتضح وهو الموازاه بين الدعم السريع والجيش فهم دوما يرددون انتهاكات الطرفين ويقولون انها مرفوضة ؛ لكنهم الآن يريدون أن يقولوا إن كل الذين يتهمهم الطرفين بالدعم والرعاية هم بريئون من هذه التهمة وليسو مدانون وهذه المساواه هي التي تقود إلى براءة الطرف الداعم للمليشيا والمغذي لها لوجستيا وفكريا بحسب ظنهم ..

باختصار شديد الخطاب من إنتاج ما يسمى بتنسيقية تقدم ارادت فيه أن تحشر مصر حشرا في محضر التحري حتى تستطيع أن توازن الخطاب بين ما هم داعمي الجيش وداعمي المليشيا ؛ ويحسب تصورها لا يتم ذلك إلا بصناعة خطاب موازي للخطاب الذي يردده الجيش حتى تتساوى الأفعال وبالتالي تسقط الدعاوى على الأطراف بمن فيهم الإمارات وقد ظن القحاته أنهم عباقرة وأذكياء وخيل اليهم انهم سيخدعون الشعب السوداني مرّة أخرى حتى يفقد حقه في التعويض وفي تحمل المسؤولية الأخلاقية عما لحق به من دمار وخراب ..

صفوة القول

تابعوا خطاب القحاته في قادمات الأيام وستجدوا حديثي حقا .. وستجدوا أن الخطوة برمتها لصناعة خطاب موازي يتم بموجبه محاولة وزن كفة الاتهام بين الجيش والمليشيا .. وستكشف الأيام ما كان خافيا .. والله المستعان.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات