الثلاثاء, نوفمبر 18, 2025
الرئيسيةمقالاتليلا مومباي….. ...

ليلا مومباي….. عبور طويل يكشف مزيد من الشبكات المائية الإماراتية الأكثر غموضا. بقلم/ إسماعيل محمود

في خطوة أثارت جدلا واسعا أعلنت السلطات الإسبانية يوم 27 أغسطس الماضي احتجاز السفينة (ليلا مومباي) التي ترفع علم دولة ليبيريا، بعد الاشتباه في نقلها معدات وزوارق عسكرية كانت في طريقها إلى ليبيا ذلك القرار تم بقرار من قيادة البحرية الإسبانية في( سبتة) التي تقع مقابل مضيق جبل طارق وهي منطقة مغربية تحت السيادة الإسبانية.

ما يهم هو أن السفينة غادرت من ميناء الفجيرة الإماراتي واتخذت مسارا طويلا عبر المحيط الأطلسي لتجنّب مناطق الرقابة في المتوسط، قبل أن توقفها البحرية الإسبانية قبالة سواحل سبتة.

هذا الحدث لم يكن عادياً فقد كان بداية لكشف شبكة تحركات معقدة تُظهر أدوار إماراتية واضحة في تزويد قوات خليفة حفتر في شرق ليبيا بعتاد عسكري مهول رغم القرارات الدولية التي قضت بحظر السلاح على ليبيا منذ العام 2011.

الصحافة الليبية.. من خبر صحفي قصير إلى خيط يقود إلى شبكة تهريب خطيرة

الصحف الليبية، وعلى رأسها ليبيا الأحرار و ليبيا إكسبرس، تناولت الحدث منذ اللحظة الأولى، مسلّطة الضوء على تفاصيل خط السير والحمولة، خصوصاً الزوارق السريعة القابلة للاستخدام العسكري. تغطيتها كانت أول مؤشر أوّلي إلى أن (ليلا مومباي) لم تكن مجرد سفينة شحن تقليدية، بل جزء من خط إمداد بحري منظم باتجاه تحركه الإمارات إلى بنغازي

كما أبرزت مصادر ليبية أن السفينة كانت متجهة نحو موانئ خاضعة لسيطرة حفتر ما أثار أسئلة حول توقيت الشحنة في ظل التوترات العسكرية التي يشهدها الشرق الليبي.

الإعلام الإيطالي.. يضع الدور الإماراتي تحت المجهر

أما الصحافة الإيطالية التي تتابع عن قرب حراك التهريب في المتوسط، فقد لعبت الدور الأكبر في هذا الملف.. وجدير بالذكر في تقريري هذا توضيح قيام إحدى الصحف الإيطالية بكشف أن السفينة كانت تحمل عشرة زوارق عسكرية.. بعضها مخصص لدوريات ساحلية وذهبت الصحيفة الي أبعد من ذلك حينما قامت بنشر معلومات عن سفن أخرى مرتبطة بموانئ إماراتية تم رصدها عبر الأقمار الصناعية، ما يوحي بأن (ليلا مومباي) هي مجرد حلقة في سلسلة شحنات عسكرية تغديها الإمارات.

التقارير الإيطالية وضعت الإمارات في قلب شبكة الإمداد العسكري معتبرة أن أبوظبي تستخدم موانئها كـغرف عمليات لوجستية لدعم خليفة حفتر، في تعارض كامل مع قرارات مجلس الأمن.

الصحافة الإسبانية.. من الاشتباه إلى فتح الملف

الصحافة الإسبانية تناولت الحدث من زاويته الأمنية.. فقد نشرت صحف مثل (إلباييس) و( لا فانغارديا) معلومات حول عملية التفتيش التي قادتها المخابرات البحرية الإسبانية، وأكدت أن السفينة حملت مواد تُصنَّف ضمن الاستخدام العسكري المزدوج، وأن وجهتها النهائية كانت شرق ليبيا (مناطق نفوذ حفتر)

هذه التغطية ساعدت في تثبيت سردية مشتركة بين الإعلام الأوروبي والليبي مفادها أن الإمارات تتحرك خارج الإطار القانوني لتسليح حفتر.. وأن أوروبا بدأت تراقب هذه التحركات بجدية أكبر.

ما بين ليبيا والسودان..جرمٌ إماراتي واحد

رغم أن السفينة كانت متجهة إلى ليبيا إلا أن الذي يربط بين جزئيات الحدث تنكشف له الإنعكاسات المباشرة على ما يدور في السودان.. فدويلة الإمارات التي تعمل تسليح مليشيا الدعم السريع المتمردة استخدمت الأراضي الليبية منذ بداية حرب 2023 السودانية كمنصّةٍ لوجستية لتهريب السلاح والمرتزقة إلى دارفور ومنها إلى بقية أنحاء السودان لخلق مزيد من سيطرة المليشيا المتمردة على المناطق التي كانت قد بسطت سيطرتها عليها غدراً وخسة ومارست فيها أبشع الانتهاكات.

التحقيقات الأوروبية حول (ليلا مومباي) تكشف أن خط الفجيرة – بنغازي – دارفور ليس مجرد افتراض واجتهاد سياسي.. لكنه مسار شحن فعلي يمكن تتبعه عبر بيانات الملاحة البحرية.. وبالتالي فإن احتجاز السفينة يفتح الباب على مصراعيه أمام التدقيق الدولي في الدور الإماراتي في زعزعة الاستقرار الإقليمي الذي ظلت تنكره سواء في ليبيا أو في السودان

احتجاز السفينة (ليلا مومباي) لم يكن مجرد عملية أمنية معزولة؛ بل تحوّل إلى نافذة لكشف خط الإمداد العسكري الإماراتي الممتد من الخليج إلى شمال أفريقيا، والذي يدعم حلفاء أبوظبي في ليبيا وفي الخلفية الواضحة يغذي حربها في السودان عبر مرتزقتها ومليشياتها (الدعم السريع المتمردة) عبر الأراضي الليبية الواقعة تحت نفوذ حفتر.

إن تلاقي التغطية الليبية، والإيطالية، والإسبانية حول هذه السفينة، أسهم في فضح واحدة من أكثر الشبكات غموضاً في المنطقة، وربط بين حربين.. الأولى حرب حفتر
في ليبيا والثانية حرب مليشيا الدعم السريع المتمردة التي فرضتها على السودان وكلاهما يستندان.. وفق هذه القرائن إلى ممرات تهريب واحدة مصدرها أبوظبي.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات