الثلاثاء, نوفمبر 18, 2025
الرئيسيةمقالاتجنوب السودان على محك السيادة والاقتصاد. ...

جنوب السودان على محك السيادة والاقتصاد. ✒️/ محمد حسن كبوشية


تشهد دولة جنوب السودان مرحلة بالغة الخطورة، تهدد أسس أمنها القومي واستقرارها الاقتصادي، بعد سلسلة الاستهدافات المتعمدة لمنشآتها النفطية الحيوية. فاستهداف منطقة الجبلين، التي تمثل نقطة تجميع ومحطة ضخ رئيسية ، ليس مجرد عمل تخريبي عابر، بل هو ضربة موجهة للشريان الرئيسي لاقتصاد الدولة الناشئة. إذ تمر عبر هذه المحطة إنتاجات حقل عدارييل العملاق الذي ينتج ما يقارب ٣٠٠ ألف برميل يومياً، وهو العمود الفقري لإيرادات الخزينة العامة.

لم تكن هذه الضربة كافية في نظر المخططين لهذه الهجمات، فجاء الاستهداف الأخير لحقل هجليج المنتج لـ ٥٠ ألف برميل يومياً لصالح دولة جنوب السودان والقابل للتوسع في الانتاج ، لتأكيد النية لإفشال الدولة وإغراق شعبها في دوامة من الفقر والانهيار بعد تحول موقفها تجاه الحرب التي تستهدف السودان .
هذه الهجمات لا تنفذها قوى عمياء، بل تُنفذ بمباركة ودعم من قوي العدوان الخارجي و تنفيذ مليشيات الجنجويد ، في إطار حرب بالوكالة تستهدف تقويض سيادة جنوب السودان.

من هنا، تبرز الضرورة الملحة لقيام موقف شعبي ورسمي موحد وحازم. فالضرر الذي يلحق بالشعب الجنوب سوداني هو الضرر الأكبر؛ حيث يعني توقف إنتاج النفط حرمان الملايين من أبسط حقوقهم في الصحة والتعليم والأمن، ويدفع بالبلاد نحو مجاعة حقيقية. لذلك، يجب أن تتحول إرادة الرئيس سلفاكير في مجابهة هذه المؤامرة إلى سياسة دولة شاملة، يعبر عنها بوضوح في المحافل الدولية والإقليمية، ويواكبها تحرك دبلوماسي مكثف لكشف الدول الداعمة للإرهاب والاستهداف الذي تنفذه مليشيات الارهاب الجنجويدية.

في الختام، لم يعد خيار الصمود مجرد رفاهية سياسية، بل هو مسألة حياة أو موت لأجيال قادمة. على الشعب والقيادة في جنوب السودان الوقوف كجسد واحد في مواجهة هذه التحديات، حمايةً لسيادتهم وضماناً لمستقبل أبنائهم. لقد حان وقت توحيد الصفوف وترك الخلافات جانباً، لأن استهداف النفط هو استهداف مباشر لإرادة الحياة في أحدث دولة في العالم.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات