الخميس, نوفمبر 13, 2025
الرئيسيةسياسةتصريحات وزير الخارجية الأمريكي… تحول في الموقف الدولي تجاه الدعم السريع. ...

تصريحات وزير الخارجية الأمريكي… تحول في الموقف الدولي تجاه الدعم السريع. محمد صلاح ابورنات

تمثل تصريحات وزير الخارجية الامريكي ماركو روبيو التي وصف فيها مليشيا الدعم السريع بأنها المشكلة الجوهرية في الصراع السوداني تحولا مهماً في الموقف الأمريكي والدولي تجاه ما يجري في السودان التوصيف المباشر الصادر من أعلى جهة دبلوماسية في واشنطن يقطع الشك باليقين بأن المجتمع الدولي بدأ يفرق بين الدولة ومؤسساتها الشرعية وبين المليشيا التي تمارس جرائم وانتهاكات منظمة ضد المواطنيين.

روبيو لم يكتفي بالإدانة الأخلاقية بل لوح بإمكانية تصنيف الدعم السريع كمنظمة إرهابية وهو ما يعني انتقال الملف من مرحلة المراقبة والتحذير إلى مرحلة الإجراءات الفعلية والعقوبات المحتملة هذا التحول يحمل دلالات واضحة على أن واشنطن بدأت تدرك طبيعة الحرب في السودان وأنها ليست صراعاً على السلطة بل حرب وجود بين جيش وطني يدافع عن الدولة ومليشيا تمولها جهات خارجية وتسعى لتقسيم البلاد.

تأتي هذه التصريحات في توقيت حاسم حيث يشهد الميدان تحولات كبيرة لصالح القوات المسلحة السودانية بعد حسم المعارك وتضييق الخناق على بقايا المتمردين في دارفور وكردفان. الموقف الأمريكي الجديد يمنح غطاء سياسيا ومعنويا للمؤسسات السودانية في معركتها ضد الإرهاب والانفلات كما يفتح الباب أمام تنسيق أوسع مع القوى الإقليمية التي بدأت تدرك خطورة تمدد الدعم السريع على الأمن الإقليمي.

الاهم من ذلك ان التصريحات الأمريكية تنزع الغطاء عن الدول التي تمد الميليشيا بالسلاح والمال وتضعها تحت ضغط دولي مباشر وهي رسالة صريحة بان زمن الغتغته والدسديس انتهى وأن استمرار أي دعم خارجي للجنجويد سيواجه بعقوبات أو تصنيفات قاسية.

لا يمكن فصل هذا التحول عن الجهود التي بذلتها الخارجية السودانية في الشهور الماضية من خلال مخاطبة المنظمات الإقليمية والدول الكبرى بلغة هادئة ومنضبطة عرضت فيها الحقائق بالأدلة والصور واثبتت أن الدعم السريع تحول إلى كيان عابر للحدود يهدد السلم الدولي.

كما لعبت الحملة الإعلامية الشعبية التي قادها ناشطون سودانيون ضد التدخل الإماراتي في الحرب دورا محوريا في كشف مصادر التمويل والتسليح مما جعل الرأي العام الدولي أكثر وعيا بخطورة الدور الخارجي في استمرار النزاع. هذه الحملة لم تكن موجة غضب فقط بل كانت عملا وطنيا منسقا ساهم في تغيير اتجاهات النقاش داخل دوائر صنع القرار الغربي.

ولا يمكن الحديث عن هذا التحول دون الإشارة إلى دور جهاز المخابرات العامة السوداني بقيادة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل الذي أدار خلال الشهور الماضية معركة دقيقة على المستويين الأمني والدبلوماسي فقد عمل الجهاز بصمت وكفاءة على تفكيك شبكات الإمداد والتهريب التي تمد المليشيا بالوقود والسلاح والمعلومات كما ساهم في تقديم ملفات موثقة للجهات الدولية حول الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها الدعم السريع كما قاد الفريق أول مفضل تنسيقا محكما بين الأجهزة الأمنية والدبلوماسية والإعلامية ضمن استراتيجية وطنية متكاملة هدفت إلى إظهار الحقيقة للعالم وإحباط محاولات التضليل التي كانت تسعى لتصوير المجرم كضحية ويحسب للجهاز أنه ظل يعمل بعيدا عن الأضواء واضعا أمن البلاد ووحدة ترابه فوق كل اعتبار

تصريحات ماركو روبيو مؤشر لبداية مرحلة جديدة من التعامل مع الملف السوداني عنوانه الوضوح والمساءلة وعلى السودان أن يواصل هذا النهج الدبلوماسي المتزن المدعوم بحراك شعبي وإعلامي واعى حتى يترسخ في اذهان العالم أن الجيش السوداني يقاتل من أجل بقاء الدولة وأن المليشيا ومن يدعمها هم العقبة الوحيدة أمام السلام والاستقرار

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات