في الوقت الذي يسعى فيه الشعب السوداني لإعادة بناء وطنه الذي أنهكته الحرب والمؤامرات، تطل علينا من جنوب السودان ممارسات مريبة تثير الكثير من الشكوك وتكشف عن نوايا غير بريئة تجاه السودان وشعبه.فقد أصبح الجنوب، للأسف، ملاذًا آمنًا لعناصر الدعم السريع الهاربة من ساحات العدالة، وممرًا لوجستيًا يتحرك عبره السلاح والمؤن، في خرقٍ واضحٍ لكل الأعراف والقوانين التي تنظّم العلاقات بين الدول. هذا الدور الخفي والمشبوه لا يمكن تفسيره إلا في إطار التآمر والخيانة، إذ لا يعقل أن دولة كانت يومًا جزءًا من السودان، وتربطها به أواصر الدم والتاريخ، تتحول إلى حاضنةٍ للتمرد وداعمةٍ للفوضى.إن فتح المسارات اللوجستية، واستضافة بعض القادة السياسيين الملاحقين، يشكل عملاً عدائيًا صريحًا تجاه السودان، ويمثل طعنةً في ظهر الجوار والعلاقات الأخوية. فبدل أن يكون الجنوب شريكًا في استقرار المنطقة، أصبح منطلقًا لأنشطة تهدد الأمن القومي وتمزق النسيج الاجتماعي في دارفور وكردفان والخرطوم.وعلاوة على ذلك، تستند اقتصادات ومصادر تموين جنوب السودان في كثير من الجوانب المباشرة وغير المباشرة إلى موارد وخدماتٍ سودانية متاحة عبر الحدود؛ من بضائع وخطوط إمداد وحتى بنى تحتية لوجستية. لذلك، من غير المقبول أن تُستغل هذه الروابط الاقتصادية لتغذية أعمالٍ تهدد أمن السودان أو لاحتضان مطلوبين من القانون. نأمل من الحكومة السودانية أن تتعامل مع هذه الخروقات بالمثل والحزم، وأن لا تتهاون في حماية مصالحها وسيادتها ويجب أن تكون الرسالة واضحة: لا تنازل عن الأمن القومي. وعلى هذا الأساس، ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة تشمل مراقبة مشددة وربما قفلٍ مؤقت للحدود عند الحاجة لقطع خطوط الدعم اللوجستي وضمان استقرار البلدين.الشعب السوداني يدرك جيدًا أن هذه الممارسات ليست مواقف عفوية، بل هي خطة منظمة يراد بها إطالة أمد الحرب وإضعاف الدولة السودانية لصالح قوى خارجية تستثمر في الفوضى. لكن المؤكد أن السودان لن يسقط في فخ هذه الخيانات، ولن ينسى من وقف ضده أو تآمر عليه.اخر الكلام :التاريخ لا يرحم، وذاكرة الشعوب لا تمحى. سيأتي اليوم الذي تُكشف فيه كل الملفات، وتُحاسب فيه كل الأيادي التي ساهمت في سفك الدم السوداني، أيًا كان موقعها أو انتماؤها.فالسودان باقٍ بشعبه وجيشه، ولن تنال منه خيانات العابرين ولا مؤامرات الجوار.
بقلم: حمد يوسف حمد
في الوقت الذي يسعى فيه الشعب السوداني لإعادة بناء وطنه الذي أنهكته الحرب والمؤامرات، تطل علينا من جنوب السودان ممارسات مريبة تثير الكثير من الشكوك وتكشف عن نوايا غير بريئة تجاه السودان وشعبه.
فقد أصبح الجنوب، للأسف، ملاذًا آمنًا لعناصر الدعم السريع الهاربة من ساحات العدالة، وممرًا لوجستيًا يتحرك عبره السلاح والمؤن، في خرقٍ واضحٍ لكل الأعراف والقوانين التي تنظّم العلاقات بين الدول. هذا الدور الخفي والمشبوه لا يمكن تفسيره إلا في إطار التآمر والخيانة، إذ لا يعقل أن دولة كانت يومًا جزءًا من السودان، وتربطها به أواصر الدم والتاريخ، تتحول إلى حاضنةٍ للتمرد وداعمةٍ للفوضى.
إن فتح المسارات اللوجستية، واستضافة بعض القادة السياسيين الملاحقين، يشكل عملاً عدائيًا صريحًا تجاه السودان، ويمثل طعنةً في ظهر الجوار والعلاقات الأخوية. فبدل أن يكون الجنوب شريكًا في استقرار المنطقة، أصبح منطلقًا لأنشطة تهدد الأمن القومي وتمزق النسيج الاجتماعي في دارفور وكردفان والخرطوم.
وعلاوة على ذلك، تستند اقتصادات ومصادر تموين جنوب السودان في كثير من الجوانب المباشرة وغير المباشرة إلى موارد وخدماتٍ سودانية متاحة عبر الحدود؛ من بضائع وخطوط إمداد وحتى بنى تحتية لوجستية. لذلك، من غير المقبول أن تُستغل هذه الروابط الاقتصادية لتغذية أعمالٍ تهدد أمن السودان أو لاحتضان مطلوبين من القانون. نأمل من الحكومة السودانية أن تتعامل مع هذه الخروقات بالمثل والحزم، وأن لا تتهاون في حماية مصالحها وسيادتها ويجب أن تكون الرسالة واضحة: لا تنازل عن الأمن القومي. وعلى هذا الأساس، ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة تشمل مراقبة مشددة وربما قفلٍ مؤقت للحدود عند الحاجة لقطع خطوط الدعم اللوجستي وضمان استقرار البلدين.
الشعب السوداني يدرك جيدًا أن هذه الممارسات ليست مواقف عفوية، بل هي خطة منظمة يراد بها إطالة أمد الحرب وإضعاف الدولة السودانية لصالح قوى خارجية تستثمر في الفوضى. لكن المؤكد أن السودان لن يسقط في فخ هذه الخيانات، ولن ينسى من وقف ضده أو تآمر عليه.
اخر الكلام :
التاريخ لا يرحم، وذاكرة الشعوب لا تمحى. سيأتي اليوم الذي تُكشف فيه كل الملفات، وتُحاسب فيه كل الأيادي التي ساهمت في سفك الدم السوداني، أيًا كان موقعها أو انتماؤها.
فالسودان باقٍ بشعبه وجيشه، ولن تنال منه خيانات العابرين ولا مؤامرات الجوار.
