الخميس, نوفمبر 13, 2025
الرئيسيةمقالاتندى الحروف. ...

ندى الحروف. دموع قائد وشموخ وطن إبراهيم محمدنور


يعكس موقف الفريق أول عبد الفتاح البرهان إنسانية نبيلة، حين هبط بمروحيته في شمال السودان لتفقد الرعايا النازحين من مدينة الفاشر والمناطق التي ارتكبت فيها مليشيات الدعم السريع مجازر وقتلًا ممنهجًا. فالقائد البرهان، مواطن سوداني أصيل وقائد محنك، يعرف متى وكيف يتحرك ويقدم الدعم.
في بداية الحرب استقبل أهل الولاية الشمالية الوافدين من الخرطوم ومدن السودان المختلفة بكل حب وكرم وترحاب، كما كتب الشاعر (تصور كيف يكون الحال لو ما كنت سوداني) تعبيرًا عن ترابط السودانيين في أوقات الشدائد.
واليوم، يستقبل أهالي محلية الدبة والمدن المجاورة النازحين من الفاشر والمناطق المجاورة بكل ترحاب وحفاوة، مقدمين لهم الأمان والدفء بعد أيام من الألم والخوف.
وما يميز هذا الموقف هو لمسة الإنسانية الصادقة إذ احتضن القائد امرأة كبيرة في السن وكأنها والدته، معبرًا عن تقديره واحترامه لكل امرأة سودانية صابرة صامدة، اللواتي خرجن من خوفهن إلى أمان أرض الولاية الشمالية، التي تشتهر بالتنوع الثقافي وقبول الآخر.
لمن لا يعرفون البرهان ويشككون في قدراته، يجب أن يعلموا أن الفريق أول عبد الفتاح البرهان يُعتبر من أميز القادة العسكريين في أفريقيا والوطن العربي، بقدرة فائقة على التخطيط والتنظيم، وبحنكة استثنائية في إدارة الأزمات وحماية السودانيين.
لقد أثبت البرهان أن القيادة ليست فقط في اتخاذ القرارات العسكرية والسياسية، بل في القدرة على لمس قلوب الناس، في النظر بعين الرحمة لكل محتاج، وفي جعل الوطن بيتًا واحدًا يجمع كل أبنائه على المحبة والكرامة.
وفي لحظة صمت، يمكن أن تُرى دموعه تتساقط على وجناته، دموع ليست ضعفًا، بل قوة إنسانية تُجسد حب الوطن والحرص على أبنائه، دموع تقول: “سأظل معكم مهما كانت الصعاب”.
نرفع أكف الضراعة بالدعاء النصر لقواتنا المسلحة، والرحمة لشهدائنا الأبرار، والشفاء للجرحى، والعودة سالمين للمفقودين والماسورين.
إنه موقف يذكرنا جميعًا أن السودان أولا وأخيرًا هو أرض الإنسانية، وأن الخير موجود في القلوب قبل كل شيء، وأن لكل سوداني حق أن يعيش في أمان وكرامة، بغض النظر عن أصله أو مكانه.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات