الجمعة, أكتوبر 24, 2025
الرئيسيةمقالاتللمعرفة بدأ الشروع في العملية السياسية ...

للمعرفة بدأ الشروع في العملية السياسية زين العابدين صالح عبد الرحمن

البعض أن يلوي عنق الحقائق لكي يطمئنوا أنفسهم، رغم أن هناك أفعال تجري على الأرض، و هي تؤكد؛ أن حديث قائد الجيش ليس حديثا للإستهلاك السياسي، أنما هو أنعكاس لعمل مهم جاري على الأرض.. و بعد زيارة رئيس مجلس السيادة و القائد العام للجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان للقاهر، بدأت تخرج الكثير من الأحاديث عن قبوله للرباعية و على ما قدمته في ورقة عملها، و هي توقعات و أحلام يريد البعض أن يجعلها أداة استقطاب بهدف التعبئة و الحشد.. و لكنها تكسرت من خلال تصريحين لقائد الجيش..

استغل البرهان مناسبتين أجتماعيتين لكي يرسل رسائله، الأولى؛ في عزاء المقدم مزمل عبد الله قال فيه (أن العهد الذي قطعناه مع الشعب لن يكون هناك تفاوض مع الرباعية او غيرها، و أية جهة تريد التفاوض معنا لكي تنهي هذه الحرب من أجل مصلحة السودان و شعب السودان، و تعيد للسودان عزته و كرامته، و تبعد احتمال عودة التمرد، سوف نرحب بها)… و الحديث الثاني؛ كان اثناء زيارته لمطار الخرطوم حيث البرهان قال ( أن شهر أكتوبر هو شهر انتصارات الشعب السوداني وهو دوماً أخضر على السودانيين. و إن أعداء الشعب السوداني لم يقرأوا التاريخ جيداً ولا يعلمون تصميم وإرادة الشعب السوداني. و لابد من القضاء على التمرد وعدم إعطائه فرصة للعودة مرة أخرى للمشهد( و أضاف قائلا ( نرحب بالجهود الجارية لتحقيق السلام مبيناً أن كل السودانيين يريدون السلام، سلام مبني على أسس وطنية راسخة..عو هذه مبادئ يجب أن تراعى في كل مبادرة.. كما لا نريد لأية مرتزق أو مليشي أن يكون له أي دور في المستقبل، ولا نريد لأية جهة كانت تساند المليشيا أن يكون لها دور في مستقبل السودان) أن حديث البرهان يتبعه عمل جاري في البلاد لكي يجعل من حديث القائد واقعا حيا يعرف الشعب مستقبل العملية السياسية..

إذا كان البعض يعتقد أن حديث البرهان عبارة عن ردات فعل لنشاطات تقوم بها الميليشيا و اتباعها، يكون هؤلاء مخطئين تماما، فالبرهان يحاول أن ينقل الناس من حالة التوهان ألي الواقع، و أن العملية السياسية مفتوحة و لا تنتظر أحدا، و تتمثل في موضعين أساسيين في الأتي:-

ألاجتماع الأول – كان قد عقد في مدينة بورتسودان، حيث أجتمعت القوى السياسية، وأطراف السلام فى الفترة من 8 – 17 أكتوبر 2025 بمدينة بورتسودان، استجابة لدعوة كريمة من اللجنة السياسية واستشعارا للمسؤولية الوطنية لمجابهة المخاطر التي تحيط بالبلاد، و أصدرت بيانها الختامي الذي أكد على انعقاد مؤتمر الحوار السوداني بمشاركة الجميع بلا اقصاء تشكيل لجنة وطنية مستقلة لادارة الحوار السوداني بالداخل..

الأجتماع الثاني – الذي عقد في اسمرا و حضرته قيادات تمثل المقاومة الشعبية و المستنفرين الذين يمثلون أغلبية ولايات السودان، و استمر الاجتماع عشرة أيام، و كان السيد رئيس الوزراء قد التقى بهم اثناء زيارته إلي أريتريا.. و هو اجتماع يغدو مكملا للاجتماع الأول.. فالعمل السياسي ليس متوقفا و لن ينتظر أحدا، فالذين يريدون الإسهام الباب مفتوح لهم… لكن هناك البعض الذين لا يرغبون في المشاركة الواسعة و يريدون أن تسلم لهم السلطة، رغم أن البعض يرفع رايات الديمقراطية، و لا يريد أن يحتكم لرأي الجماهير في اختيار قيادتها… الديمقراطية ليست وصفات تقدم، أنما هي ممارسة يومية تحترم فيها اللوائح و القوانين، و احترام للرأي الأخر، فالممارسة هي التي تنتج الثقافة الديمقراطية، و هو فعل يعتمد على الإنتاج التراكمي فيما بعد سوف يتحول إلي سلوك تلقائي..

كان قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان قد كرر في العديد من خطاباته، أنهم لا يريدون أن يحكموا، و أنهم سوف يسلمون السلطة لأول حكومة يجري انتخابها، و تصبح المسألة مرتبطة بترتيب الأولويات، و يجب أن تحرص القوى السياسية على الانخراط في العملية السياسية، و المشاركة في الحوارات السياسية داخل السودان، حتى تستطيع أن تقلص فيما بعد الفترة الانتقالية.. و يجب عليهم المشاركة في الانتخابات إذا كانوا راغبين في السلطة.. و يجب أبعاد أي نفوذ للقوى الخارجية في العملية السياسية في البلاد..

أن العملية الديمقراطية لا تؤسس بالقيادات أنما تؤسس بوعي الجماهير عندما تكون مشاركة من القاعدة إلي االقمة دون فرض أية وصايا عليها، أن الوعي الجماهير هو الضامن لمسيرة الديمقراطية.. لذلك الأفضل في مرحلة التأسيس أن تبدأ بانتخابات لمجالس الأحياء و تشارك فيها كل قطاعات الشباب.. أن انتخابات مجالس الأحياء سوف تعطي مساحة كبيرة لمشاركة الشباب، إذا كانوا منتمين أو غير منتمين، و هؤلاء هم الذين سوف يشكلون الحراك الاجتماعي و السياسي و عملية رتق النسيج الاجتماعي.. و أيضا هؤلاء الشباب يجب أن يكونوا بعيدا عن أرث الفشل السياسي الذي قاد البلاد إلي نزاعات، و أخيرا حرب أضرت بالشعب كله و البنية التحتية للبلاد…

أن مسألة التغيير ليست مرتبطة فقط بالانتخابات، و تبديل مجموعة بغيرها، أنما هي قضية تحتاج إلي ضخ أفكار بصورة متواصلة من كل الذين لديهم القدرة على الشغل الذهني.. و أيضا يلعب فيها الإعلام و الصحافة الدور المحوري، لذلك لابد من اتساع دائرة الحرية لكشف أماكن الفساد و المفسدين ليس في التعاطي مع المال فقط، بل أيضا الذين يستغلون وظائفهم للمكاسب، و المحسوبية، و تعين اشخاص قليلي الخبرة و المعرفة في وظائف دستورية و وظائف عليا في الدولة.. فالتغيير يجب أن يطال كل السلبيات في الدولة و مؤسساتها.. و أكرر أن الديمقراطية يجب أن تبدأ من القاعدة.. و أثقوا في الشباب و قدموهم للعمل من خلال مجالس الأحياء كبداية للعملية الانتخابية، و أيضا كدرس أولي في الديمقراطية… نسأل الله حسن البصيرة..

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات