سيادة القائد العام،
لقد سمعنا كثيرًا عن الخطط، والاستعدادات، والتحشيد، وعن التجهيزات الحديثة التي قيل إنها كفيلة بحسم معركة دارفور في أيام، ولكن الواقع يقول غير ذلك.
دارفور ما زالت تحت لهيب الحرب، وما زال أهلها بين نزوحٍ ولجوءٍ وضياعٍ لا نهاية له.
فأين المشكلة؟
ولماذا التأخير؟
أهو نقص في القرار أم ضعف في الإرادة؟
أم أن الصراع تحوّل إلى لعبة سياسية تُدار فيها أرواح الناس كورقة تفاوض ومساومة؟
لقد وعدتم الشعب السوداني بالحسم، وأكدتم مرارًا أن القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لتحرير كل شبر من أرض الوطن، فماذا ننتظر إذًا؟
هل ينتظر الجيش الأوامر أم ينتظر الوطن الانهيار؟
دارفور ليست هامشًا في الخريطة يا برهان، بل هي قلب السودان النابض، وهي التي دفعت الثمن الأغلى منذ سنوات طويلة — حرب، ونهب، ومجازر، وتشريد، وانعدام أمن.
اليوم، حين ظن الناس أن الدولة استعادت عافيتها، تفاجأوا بصمتٍ طويلٍ وقراراتٍ مؤجلةٍ لا تليق بحجم المأساة.
الناس في دارفور فقدوا الأمان، وبيوتهم صارت رمادًا، ومدنهم بلا ماءٍ ولا كهرباء، وملايين الأطفال بلا مأوى.
فهل يليق أن تبقى القيادة العليا تكتفي بالتصريحات؟
وهل يليق أن يظلّ الملف رهينة التسويات والانتظار بينما الوطن يتهاوى؟
سيادة القائد،
إنّ التأخير في تحرير دارفور ليس مجرد تأخير عسكري، بل فشل سياسي واستراتيجي.
كل ساعة تمرّ دون حسم، تعني مزيدًا من القتل، والدمار، والنزوح، وضياع هيبة الدولة.
العدو لا ينتظر، والشعب كذلك لا ينتظر.
لقد صبر السودانيون كثيرًا، دعموا جيشهم بالرجال والمال والدعاء، وانتظروا النصر، لكنهم اليوم يسألون بصوتٍ واحد:
“أين الوعود؟ وأين دارفور؟ ولماذا الصمت؟”
إنّ التاريخ لا يرحم القادة الذين وقفوا عند منتصف الطريق، ولا يرحم من جعل الوطن ينتظر ساعة القرار.
دارفور لا تحتاج بيانات، بل فعلًا ميدانيًا شجاعًا يعيد الأرض لأهلها، ويعيد الكرامة للدولة.
البرهان أمام اختبار حقيقي:
إما أن يُكتب اسمه في سجل من حرّر الأرض وصان الدم،
أو أن يُذكر كمن تأخر حتى ضاعت الفرصة واشتعل الوطن كله.
فإلى متى الانتظار يا برهان؟
وكم من المدن يجب أن تُدمّر، وكم من الأرواح تُزهق، قبل أن تتحرك الجيوش التي قيل إنها جاهزة؟
اخر الكلام :
دارفور تنزف…
والتاريخ يراقب.
