أفرح كغيري كلما هبت علينا نسمات النصر في معركة الكرامة التي أعادت لنا كرامتنا، وجعلتنا مرفوعى الرأس، بعد أن حطمنا مليشيا آل دقلو الإرهابية التي ملأت أجزاء واسعة من أرض السودان قتلاً وتنكيلاً ونهب لثروات البلاد والعباد حتى تم بفضل الله وعونه تطهير الكثير من تلك الأراضي لنعيش مع المقهورين نشوة الانتصار فى عيون أسود القوات المسلحة البواسل، حيث يخرج المواطنين عقب تحرير كل منطقة محتفلين مع الجيش رافعين علامة النصر بعد كل معركة تحرير يخوضها جنودنا البواسل يتم دحر العدو
يجر مع كل خطوة يخطوها أثار الخيبة والهزيمة والانكسار، كانت أيام المعارك تحمل البشرى للسودانيين بأن نصر الله قد حل، ومع كل صباح كانت المعارك تزداد شراسة، وتأكدت مليشيا أسرة آل دقلو الإرهابية من جرأة وثبات السودانيين، وأن المواجهة هذه المرة مختلفة، استعدت لها القوات المسلحة جيداً.
▪️إن معركة الكرامة
لم تكن مجرد معركة عسكرية تسطر فى دفاتر التاريخ، أو تحفظ فى أضابير المكتبات، أو تروى فى المناسبات والأعياد الوطنية فحسب، بل كان أيقونة خالدة لإرادة أمة كاملة، وأنموذجاً فريداً لتلاحم جيش وشعب التقيا على كلمة سواء، (لا صوت يعلو فوق صوت المعركة)، وإعلاناً عملياً أن الشعوب إذا آمنت بعدالة قضيتها، وتمسكت بوحدتها، وصبرت على التحديات، فإنها قادرة على قلب الموازين وصناعة النصر، معركة الكرامة محطة فارقة فى تاريخ السودان والأمة كلها، تجل فيه الوطن فى أبهى صوره: شعباً صابراً متحملاً، وجيشاً باسلاً مضحياً، وقيادةً واعيةً تقرأ الواقع وتستشرف المستقبل، لتثبت للعالم كله أن النصر لا يعطى هبة أو منحة، وإنما ينتزع بالصبر والإيمان والعزيمة والجهاد، وقد حدثنا القرآن الكريم أن النصر مشروط بالصبر والثبات، فقال تعالى: (واصْبروا إن الله مع الصابرين) وعلمنا النبى صلى الله عليه وسلم أن التضحية فى سبيل الوطن من أسمى مراتب الفداء وأرفع مقامات البذل،
في معركة الكرامة جسد الشعب السوداني هذه القيم واقعاً حياً، محتملاً ضيق العيش، باذلاً الغالى والنفيس، مرتقياً فوق همومه الشخصية ليكون السند الأمين لجيشه فى معركة الكرامة واسترداد الأرض، لم تكن القوات المسلحة والقوات المساندة لها خوض معركة الكرامة وحده، حاشا لله… وإنما كان وراءه أمة بأكملها، تساندهما وتشد على يديهما، شعب قوي أجمع على أن الكرامة أثمن من الحياة، وأن الوطن أغلى من النفس، لقد تلاحمت الجبهة الداخلية مع الميدان العسكرى فى مشهد مهيب لم يعرف له التاريخ مثيلًا، حتى غدت المعركة ملحمة وطنية جامعة، اشترك فيها الجميع كل من موقعه، فكان النصر ثمرة إرادة مشتركة، وعنواناً لوحدة صهرتها التضحيات.