مبادرة “أبو آدم تجمعنا”.. عودة الأمل وبناء الوطن

الخرطوم/ هدي النجار
ونقولها ليكم بوضوح…
أهلنا في أبو آدم أنتم روح مسطرة بالأمل، خير مقدم للأهل بهمة، ودائمًا على عجل.
ونقولها ليكم تاني بي وضوح وضوح…
نزحنا في وقت الغروب، وقلوبنا تخفق بالرجوع، ويقول الناس: “يا ناس، الجيش انتصر!”
وعادت الأسر في صباح الشروق مهللة ومكبرة، فرحة بشوفة أهلها، والسكك نُميشت على عجل، تغالب البسمة الدموع، ورجوعنا إلى أبو آدم حصل.
عودة ليست فقط إلى البيوت والجدران، بل إلى الجذور والذاكرة، إلى حضن الوطن الذي يسكن فينا قبل أن نسكن فيه، لتبدأ حكاية جديدة من الصمود والبناء.
وقد ساند الجميع الجيش العظيم، رغم الغدر وتآمر بعض الدول، إلا أن المولى ناصرنا بالحق. وقفة اجلال وتعظيم لأمهات شهدائنا، اللاتي كن فوق مقامنا، ومع من فقدوا فلذات أكبادهم في سبيل عزتنا وكرامتنا.
تحية وخلود لشهدائنا الأبرار، ولأسرهم الكريمة التي قدمت الغالي والنفيس، وللشهيد العميد عمر النعمان، ابن أبو آدم البار، الذي ضحى بحياته في سبيل الوطن، سائلين المولى أن يسكنه فسيح جناته.
ولكل القوات المسلحة السودانية الباسلة ورجالها الميامين، رمز الصمود والشجاعة والقيم التي رفعت راية النصر خفاقة في ديار كل عائد للوطن العزيز.
وشكر خاص لشباب مبادرة أبو آدم الذين نظموا رحلات العودة، وقدموا الدعم للمسافرين من جميع المناطق، من الشمال وعطبرة والجزيرة والحاج يوسف وشرق النيل، وسهروا لراحة الجميع، مع خلق رفيع وكلمة متوازنة تجعل كل من يلتقيهم يشعر وكأنه بين أهله وأحبائه.
كما نحيي منظومة الصناعات الدفاعية بقيادة الفريق ركن ميرغني إدريس، وكل الإعلاميين الذين شاركوا في توثيق هذه الرحلة، بما فيهم الصحفيات هدى النجار وناهد أوشي، والصحفي أبو قصي.
وفي ختام الرحلة، أعلن شباب المبادرة أن صفحة هذه العودة قد أُغلقت لتُفتح صفحة جديدة قريبًا، لتستمر المسيرة حتى يعود كل نازح إلى دياره معززًا مكرمًا، تحت راية الوطن الذي يحرسه أبناؤه المخلصون.
“أبو آدم تجمعنا”.. عنوان للتكاتف الشعبي ودرس في الوطنية سيظل شاهدًا على قوة الإرادة ووحدة الصف السوداني.