هذه المجموعات ثلاثية كانت أم رباعية أو مبعوثين تتأبط شرا بالسودان ولاتريد له خيراً بل إن بعضهم له أطماع في الوطن وموانئه وفق مخطط دولي استعماري تمثل الإمارات أحد مخالبه كما لايخفى على الجميع وعن طريقها أيضاً يتم التغلغل في مصر وخنقها اقتصاديا.
وبالعودة إلى بيان وزراء خارجية مجموعة الرباعية نجد أن المدخل دائماً شيطاني بغلاف إنساني وهم الذين لم يتحركوا يوم أن احتلت المليشيا المدعومة إماراتيا بالمرتزقة والعتاد بيوت المواطنين وتخندقت في مقار الدولة وسامت السودانيين سوء العذاب نهبا واغتصابا وتهجيرا وتقتيلا.وكدأبهم لا يتحدثون عن هدنة إنسانية وفتح الممرات إلا عندما تتقدم القوات المسلحة محررة الأرض من دنس المليشيا الإرهابية وهو توجه يهدف لتخفيف الضغط وفتح خطوط الإمداد للمتمردين.
إن الواقع الماثل من حولنا يفضح مآرب الرباعية فأوضاع غزة المأساوية واليمن والصومال وليبيا وأخيراً التغلغل الصهيوني في قطر على سبيل المثال تقف شاهدة على تواطئهم وخذلانهم.لقد تركوا الفلسطينيين وحدهم وباسم الإرهاب يتم تصفية القضية كما كرسوا لتقسيم ليبيا واليمن وحتى الهجوم الإرهابي على الدوحة أدانوه على استحياء.فحال تلك الدول ومواقفها يدحض أي حديث عن الحفاظ على وحدة السودان وإطلاق عملية شاملة تلبية لتطلعات السودانيين ويقصدون “جماعة تأسيس” في محاولة منهم لإرجاع العجلة إلى الوراء ولا غرابة كون الدعوة لاجتماعهم هذا جاءت من أمريكا.
إن مخططات القوم واضحة للعيان وللسودانيبن الذين اصطفوا مع قواتهم المسلحة في حرب الكرامة ودفعوا فاتورة الحرب دماء ومعاناة وحصارا وإفقارا ممنهجا لكن يبقى التحدي في التزام الدولة ممثلة في قيادته العسكرية الثبات على المواقف الرافضة لهكذا مبادرات ظاهرها إنساني وتحول مدني ديمقراطي وباطنها العذاب وتمكين المليشيا وحلفائها وهو مسعى لتبييض مواقف بعضهم كالإمارات التي نصبوها خصماً وحكما.
إن القيادة العسكرية مطلوب منها لتقوية موقفها الوطني والثبات عليه سد الفراغ السياسي فهي أحوج ماتكون لسند شعبي منظم حتى لايضطر الفريق البرهان للذهاب سرا ووحيداً إلى سويسرا أو عنتبي حيث يخضع للضغوطات والاشتراطات التي قد تملى عليه فمثلما نجحت المقاومة الشعبية في ملف الإسناد العسكري لابد من إرادة شعبية تحرس مكتسبات الوطن ولعل حلف الكرامة الذي تشكل بعيد اندلاع التمرد يمكن أن يكون نواة لتيار عريض يضطلع بهذا الدور طوال فترة الانتقال كما لابد وأن يعبر عن الإرادة الشعبية من خلال أجهزة الدولة ومؤسساتها الدستورية كالمجلس التشريعي.إن التحديات التي تجابه البلاد جد كبيرة وتحتاج لجهود أكبر مما هو قائم.فلتشمر القيادة العسكرية وتكثف جهودها لدحر التمرد وتطهير كامل التراب الوطني من دنسهم إن في دارفور أو كردفان ثم تفسح المجال للمواطنين لإعادة بناء الدولة واستكمال الفترة الانتقالية وفق رؤية وطنية نابعة من الداخل ممهورة بأرواح ودماء المجاهدين من خيرة أبناء الوطن لا أولئك الذين هربوا مع أولى زخات الرصاص ورهنوا قرارهم للأعداء الذين جاءت بهم الرباعية وبرزوا في ثياب الواعظين..ليت الدولة السودانية خاصة القيادة العسكرية في السيادي تلتزم بما جاء في بيان وزارة الخارجية المفند والرافض للمبادرة والذي شفي صدور السودانيين وأذهب غيظ قلوبهم.