الإثنين, سبتمبر 15, 2025
الرئيسيةمقالاتضياع المعروف وسط غياب الوازع الديني والأخلاقي ر ...

ضياع المعروف وسط غياب الوازع الديني والأخلاقي ر بقلم: أسامة الصادق ابو مهند

ﻻ ﺗﺄﺳﻔﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﺍﻟﺒﺴﻮﺍ ﺍﺧﻼﻗﻬﻢ ﺍﻗﻨﻌﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﺷﻤﺌﺰﺕ الأقنعة ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺳﻘﻄﺖ ﻓﻌﺎﺩﻭﺍ ﻭﺍﺭﺗﺪﻭﻫﺎ أمامك دون حياء، فعجبي لهم تارة يتلونون كالحرباء أو كمثل شجرة الدليب يرمي الظل لبعيد علمآ إنك أحوج لهذا الظل…؟؟؟ نعيش في مجتمع يحوي الكريم ﻭﺍﻟﻠﺌﻴﻢ، فنجد دائماً أن الشخص الكريم إن ﺃﺣﺴﻨﺖ ﺇﻟﻴﻪ شكرك، ﻭحفظ لك صنع هذا ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ، وزكرك دوماً بالخير، وأفضل القوم فيهم من يجازيك إحساناً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ حينما تحين له الفرصة ﻭﻟﻮ بعد حين..!!! وإذا لم يجد ما يكافيك به يظل يدعو لك بالخير والبركة… وفي هذا الصدد يقول ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : (ﻣﻦ ﺃﺗﻰ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎ ﻓﻜﺎﻓﺌﻮﻩ ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﺗﺠﺪﻭﺍ ﻣﺎ ﺗﻜﺎﻓﺌﻮﻩ ﻓﺎﺩﻋﻮﺍ ﻟﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﺮﻭﺍ ﺃﻥ ﻗﺪ كافأتموه) يقابل ذلك في النقيض الشخص ﺍﻟﻠﺌﻴﻢ ﺇﺫﺍ ﺃﺣﺴﻨﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺗﻤﺮﺩ ﻭأنكر ﻣﻌﺮﻭﻓﻚ وﺟﻤﻴﻠﻚ ﻭﺗﻨﺎﺳﺎﻙ ﻭﺟﻔﺎﻙ وﺇﺫﺍ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﻣﺼﻠﺤﺘﻪ وحقق مبتغاه، ﻭﺗﻤﺖ ﻓﺎﺋﺪﺗﻪ ﻭمثل ﻫﺬﺍ ﺍلنوع ﻛﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ…
(يخونك ذو القربي مراراً وربما….وفي لك عند العهد من لا تناسبه ولا خير في قربي لغيرك نفعاً…ولا في صديق لا تزال تعاتبه وحسب الفتي من نصحه ووفائه تمنيه أن يوذي ويسلم صاحبه…) وﻋﻨﺪما يقدم الإﺣﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻔﻀﻞ يجب أن يكون الشخص ﻭﺍثقاً بربه وسخي في عطائه وكرمه الفياض الذي أنعم الله سبحانه وتعالى عليه ﻣﻌﺘﻤﺪﺍً ﻋﻠﻴﻪ ومتوكل على الله ﺛﻢ ﻋﻠﻰ إستصحاب القرار المناسب ﻭﺭﺃﻱ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ، وأيضاً عدم الإلتفات مطلقاً ﺇﻟﻰ ما يصدر من الناس من كلام يسفه ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﺬﻟﻪ ﻭﺇﺣﺴﺎﻧﻪ ﻭﺗﺬﻣﻪ ﻋﻠﻰ منعه وإمساكه.. ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺃﺭﻋﻰ ﺳﻤﻌﻪ ﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ إختلطت عليه ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﺗﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ يرضيهم شئ من هذا القبيل..ﺣﺎﻃﺐ ﺑﻦ ﺑﻠﺘﻌﺔ ﺷﻬﺪ ﺑﺪﺭﺍً ، ﺛﻢ قام بإرتكاب ﺧﻴﺎﻧﺔ ﻋﻈﻤﻰ ﻳﺴﺘﺤﻖ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻗﺎﻝ سيدنا عمر بن الخطاب : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺩﻋﻨﻲ ﺃﺿﺮﺏ ﻋﻨﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻖ..!! ﻗﺎﻝ له الرسول صلى الله عليه وسلم :- ﻻ ﻳﺎ ﻋﻤﺮ ﺇﻧﻪ (ﺷﻬﺪ ﺑﺪﺭﺍً…) كما تحدث النبي صلي الله عليه و سلم خليفته أبوبكر الصديق…. حيث قال فيه (ﻣﺎ ﺳﺎﺀﻧﻲ ﻗﻂ…) وكما تحدث أيضاً عن ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﻗﺎﻝ : (ﺁﻣﻨﺖ ﺑﻲ ، ﻭﻭﺍﺳﺘﻨﻲ ﺑﻤﺎﻟﻬﺎ، آمنت بي إذ ﻛﻔﺮ ﺑﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ… ﺻﺪﻗﺘﻨﻲ ﺇﺫ ﻛﺬﺑﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ…ﻭﺍﺳﺘﻨﻲ
ﺑﻤﺎﻟﻬﺎ…ﺭﺯﻗﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻮﻟﺪ…) وكذلك الأنصار ﺃﺳﺪﻭﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎً وﺁﻣﻨﻮﺍ ﺑﻪ ، ﻭﺩﺍﻓﻌﻮﺍ ﻋﻨﻪ ﻭﺃﻳﺪﻭﻩ، ﻭﻧﺼﺮﻭﻩ… ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺟﻤﻌﻬﻢ ﻭﻗﺎﻝ : (ﺃﻣﺎ إنكم لو شئتم لقلتم ﻓﻠﺼَﺪﻗﺘﻢ ﻭﻟﺼُﺪﻗﺘﻢ ﺑﻪ ، ﺃﺗﻴﺘﻨﺎ ﻣﻜﺬﺑﺎً ﻓﺼﺪﻗﻨﺎﻙ ، ﻃﺮﻳﺪﺍً ﻓﺂﻭﻳﻨﺎﻙ ﻣﺨﺬﻭﻻً ﻓﻨﺼﺮﻧﺎﻙ…) قمة الوفاء يجسدها النبي صلى الله عليه وسلم مع الأنصار يكبر فيه هذه المواقف المشرفة في طريق الدعوة الإسلامية وتبليغ رسالة النبوة….ما اعظمك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم…يقول المفكر أوشي :- (لا تساعد جرحك على النمو، لا تجعل جرحك روحك، عد إلى الجذور، كن مع الكلية، حاول لأربع و عشرين ساعة فقط ألا ترد، ألا ترفض مهما يكن إن دفعك أحدهم و سقطت على الأرض أسقط ثم انهض و عد إلى بيتك، لا تتصرف حيال الأمر، عد دون أي ردة فعل، لاتفعل شيئا فقط ليوم واحد حينها ستشعر بدفق جديد من الطاقة لم يأتيك من قبل، قوة حياة تنبع من الجذور، و حالما تعرفها، حالما تختبرها ستتغير حياتك كليا وستضحك من حماقاتك السابقة، كل امتعاضك، ردود أفعالك وانتقاماتك التي كنت تدمر ذاتك بها.).

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات