عطبرة / تقرير . -عبد الرحمن كيال
نظّمت قناة نهر النيل الفضائية امس السبت 16 أغسطس 2025م، بقاعة الكوثر بمباني الهيئة العامة للمياه بولاية نهر النيل، بعطبرة، ورشة عمل كبرى بعنوان “رؤى وسياسات إدارة الأخبار والبرامج السياسية”، بمشاركة قيادات القناة، ومحررين، وفنيين، وخبراء إعلاميين من داخل وخارج الولاية، وذلك في خطوة تهدف إلى تطوير الأداء الإعلامي وتعزيز مهنية المحتوى الذي تقدمه القناة في ظل التحديات المتسارعة التي تواجه الإعلام السوداني.
جاءت الورشة، بمبادرة من إدارة الأخبار، تضمنت تقديم ثلاث أوراق عمل رئيسية، ناقشت السياسة التحريرية، منظومة غرفة الأخبار، وأسس إدارة الإعلام الرقمي.
وخاطب الدكتور فتح الرحمن البشير العمرابي، مدير قناة نهر النيل الفضائية، الورشة.
وأكد الأستاذ فتح الرحمن البشير العمرابي، مدير القناة، على أهمية الورشة، معتبرًا إياها خطوة تأسيسية لإعادة هيكلة العمل الإخباري في القناة.
وأضاف: “نعيش ظروفًا بالغة التعقيد، لكن لدينا إرادة قوية لتطوير الأداء، والقناة مقبلة على مرحلة جديدة من التحديث المهني والفني”.
وبشر العمرابي بإكمال المنظومة الحديثة الخاصة بإدارة الأخبار بعد وصول وتركيب جهاز (الروبيتور) قريبا بإذن الله.
وأبدي مدير القناة، إطمئنانه بأن إدارة الأخبار بالقناة سيكون لها شأن عظيم على مستوي الولاية والمستوي الإتحادي.
وحيا العمرابي، إداره الهيئة العامة لمياه ولاية نهر النيل وهي تستضيف هذه الورشة بمبانيها بحي الفكي مدني بعطبرة وتهيئة قاعة الكوثر للمشاركين فى الورشة، مشيدا فى هذا الصدد بماتقدمه الهيئة من مجهودات كبيرة فى خدمة مواطن نهر النيل، مؤكدا على إستعدادهم فى القناة للتعاون مع الهيئة وعكس نشاطاتها وأعمالها الخدمية عبر الفترات الأخبارية والبرامج السياسية.
ووصف مدير القناة، الذين إنضموا مؤخرا لإدارة الأخبار والبرامج السياسية بالخبراء الإعلاميين من ابناء الولاية وخارجها، مؤكدا انهم فى إدارة القناة يضعون كامل ثقتهم فيهم لإحداث نقلة نوعية بالقناة.
وقال العمرابي: نعمل فى ظروف بالغة التعقيد، ولكن الجميع على قدر التحدي للدفع بمسيرة العمل بالقناة وإنتاج حزمة من السياسات التي تلبي طموحات المواطنين، متمنيا ان تخرج الورشة بعدد من التوصيات التي تسهم فى تطوير إدارة الأخبار والبرامج السياسية.
وتناولت الورقة الأولى للورشة والتي جاءت بعنوان: السياسة التحريرية، وقدمها الإعلامي عاصم محمد علي، مؤكداً التزام القناة بميثاق شرف الصحافة السودانية والعربية، ومعايير المصداقية والحياد والموضوعية في نقل الأخبار.
وأوضح أن “الخبر مقدس والرأي حر” سيكون هو الشعار المهني للمرحلة المقبلة، مشدداً على ضرورة احترام الرأي والرأي الآخر، وتقديم تغطيات شاملة ومتوازنة تعكس هموم المواطنين وقضاياهم بعيداً عن الاصطفاف السياسي أو الجهوي.
وقد عقب الإعلامي عمر سعدان على الورقة، مبيناً أن السياسات الإعلامية يجب أن تنطلق من فلسفة إعلام الدولة، وفق النظريات الإعلامية المختلفة، مؤكدًا أن القناة مطالبة بلعب دور وطني مسؤول في ظل التحديات الراهنة التي تواجه البلاد.
وأوصي سعدان، بإعتماد سياسة تحريرة واضحة، الإلمام باولويات الدولة، العمل وفق موجهات إدارة الإعلام بالولاية، المعرفة التامة بالسياسة التحريرية للقناة، خلق صفات مهنية لدي العاملين بالأخبار وتنمية مهاراتهم والإلتزام بها ، توفير ادوات حديثة ومعينات العمل بصالة التحرير وإدارة الأخبار كالكاميرات واجهزة المونتاج وشبكة الإنترنت وأجهزة الإتصال والسماعات وغيرها من متطلبات وتوظيفها التوظيف الامثل، الإهتمام بالراي الآخر (الفيد باك)، الأخبار تكون فى شكل قصة إخبارية وملفات وتقارير، إعداد هيكل وظيفي للإدارة الفنية، توفيق اوضاع المتعاونين بالقناة عموما وخاصة إدارة الأخبار والإدارة الفنية عبر توظيفهم او عمل عقودات لهم، وضع خطة للتسويق البرامجي، وجذب الرعاة للبرامج.
وفي الورقة الثانية: والتي جاءت بعنوان : منظومة غرفة الأخبار
استعرض الخبير في مجال الاخراج التلفزيوني والاستاذ الاكاديمي بعدد من الجامعات ومراكز التدريب السودانية أحمد إبراهيم، محتويات الورقة الثانية، والتي تناولت تفاصيل العمل داخل غرفة الأخبار، مقدماً دليلاً إرشاديًا يتضمن المهام والواجبات الخاصة بكل فرد من أفراد الطاقم (المنتج، المذيع، المخرج، الفني، المصور، المونتير).
وشدد إبراهيم، على أهمية الالتزام بالتحضيرات الفنية والبشرية للنشرات الإخبارية، وضمان جاهزية المعدات، وتوفير بيئة احترافية داخل غرفة الأخبار تعزز من جودة المنتج النهائي.
وفي تعقيبه، دعا معتز محمد محجوب، مدير العمليات الفنية بالقناة، إلى ضرورة معالجة التحديات التشغيلية، وعلى رأسها نقص المعدات، غياب العقود للمتعاونين، والحاجة الماسة إلى هيكلة واضحة لإدارة العمليات الفنية، مقدمًا توصيات بإعداد هيكل وظيفي وتوفير ميزانية تشغيلية.
وجاءت الورقة الثالثة بعنوان: الإعلام الرقمي والسوشيال ميديا، وقدّمها الخبير في الإعلام الرقمي السمؤال حسن بشري، بعنوان: “ما هو الإعلام الرقمي؟”، حيث تطرقت إلى دور وسائل التواصل الاجتماعي في نقل الأخبار، وأهمية بناء هوية رقمية قوية للقناة على المنصات المختلفة مثل فيسبوك، إنستغرام، تيك توك وتويتر.
واقترح السمؤال، خطة متكاملة لتأسيس قسم خاص بالتواصل الاجتماعي داخل القناة، تشمل تحديد المنصات، تكوين الفريق الرقمي، إنتاج المحتوى التفاعلي، التحليل المستمر والترويج للبرامج.
كما دعا إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى، وتحويل الأخبار والبرامج إلى بودكاست ومنتجات متعددة الوسائط.
الإعلامي منذر محمد سعيد، أوضح في تعقيبه أن “الإعلام الرقمي لم يعد ترفاً”، بل أصبح أحد الأعمدة الأساسية لأي مؤسسة إعلامية تسعى للتوسع والوصول لجمهور جديد، مشدداً على أهمية تدريب المحررين على أدوات التحرير والتعامل مع خوارزميات النشر على المنصات الرقمية.
هذا وخرجت الورشة بعدد من التوصيات المهمة، أبرزها:
اعتماد سياسة تحريرية واضحة تراعي موجهات الدولة والظروف الاستثنائية للمرحلة.
هيكلة غرفة الأخبار فنيًا وبشريًا مع إعداد دليل تنظيمي يوزع الأدوار والمسؤوليات.
إنشاء موقع إلكتروني للقناة وتدشين صفحات متخصصة للأخبار والبرامج على وسائل التواصل الاجتماعي.
تدريب العاملين على أدوات التحرير، الإنتاج الرقمي، والبث المتعدد المنصات.
توفيق أوضاع المتعاونين وتوفير دعم مالي وتشغيلي لإدارة الأخبار والعمليات الفنية.
التدرج في إنتاج المحتوى الرقمي والتركيز على تقديم محتوى تفاعلي يلبي تطلعات الجمهور المحلي والخارجي.
جدير بالذكر ان الورشة قد وضعت خارطة طريق واضحة للنهوض بالعمل الإخباري والبرامجي داخل قناة نهر النيل الفضائية، وفتحت باب النقاش حول واقع الإعلام المحلي ومستقبله في ظل التحديات الماثلة.
وقد أكدت إدارة القناة، أن التوصيات سيتم رفعها لادارة القناة والجهات المعنيه تمهيدًا لاعتمادها في خطة التطوير القادمة.