منذ بداية هذه الحرب وحتى اليوم، شنّت المليشيا ومن تحالف معها 227 هجومًا على مدينة الفاشر. وفي كل مرة، كانت النتيجة واحدة: انكسار مدوٍّ، وخسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وجرّ ثوب الهزيمة أمام أعين العالم.
لقد تحولت الفاشر إلى مقبرة جماعية لكل من يحاول اقتحامها. على أسوارها تحطمت موجات العدوان الواحدة تلو الأخرى، تاركة خلفها مئات القتلى والجرحى، وعشرات العربات المدمرة، وغنائم تقع في أيدي الفرقة السادسة مشاة والقوات المشتركة والمستنفرين من أبناء دارفور الأحرار.
إلى القبائل التي تزج بأبنائها في أتون الهلاك
أية غشاوة على البصر والبصيرة تجعلكم تكررون الخطأ نفسه مئات المرات؟ أليس من العار أن يصبح الشاب الذي كان أمل أهله رقمًا جديدًا في قائمة قتلى مليشيا لا يربطها بالأرض ولا بالشرف أي رابط؟
لقد رأيتم بأعينكم كيف يُدفن القتلى في صمت، وكيف يتنكر قادة المليشيا لأسرهم، وكيف يُرمى الجرحى على قارعة الطريق بلا علاج ولا عناية، ثم يواصلون خداعكم بشعارات جوفاء.
الفاشر ليست ساحة للمغامرة
إن الفاشر اليوم تحت حماية منظومة أمنية وعسكرية متماسكة:
الفرقة السادسة مشاة التي خبرت الأرض وأتقنت فنون الدفاع عنها.
القوات المشتركة التي تجمع بين الخبرة الميدانية والانضباط.
المستنفرون من أبناء المدينة والقرى المحيطة الذين يقاتلون قتال من يدافع عن بيته وأهله.
كل محاولة اختراق تنتهي قبل أن تبدأ، وكل هجوم ينتهي بجثث المهاجمين متناثرة على الأرض، في مشهد تكرّر حتى صار قانونًا: من يهاجم الفاشر… يهلك.
نداء أخير قبل فوات الأوان
يا شيوخ القبائل، يا قادة العشائر، يا الآباء والأمهات: أوقفوا هذا العبث. إن من يدفع اليوم بأبنه للهجوم على الفاشر إنما يوقع على شهادة وفاته بيده. لا تسمحوا لأنفسكم أن تُسجّلوا في صفحات التاريخ كخونةٍ لأرضهم أو مشاركين في مخطط لتمزيق دارفور.
الفاشر ستبقى، والمليشيا ستزول، وسيكتب التاريخ أسماء الشرفاء الذين حموها… وأسماء من أرسلوا أبناءهم ليهلكوا على أسوارها.