الجمعة, أغسطس 1, 2025
الرئيسيةمقالاتلا تضعوا أسلحتكم… الخطر ما زال داهمًا. ...

لا تضعوا أسلحتكم… الخطر ما زال داهمًا. بقلم/ عبدالقادر عمر محمد عبدالرحمن

في لحظات الانتصار الأولى، يغمر الناس شعور زائف بالطمأنينة. فيخال إليهم أن المعركة قد انتهت، وأن الرايات قد رُفعت فوق أسوار النصر، وأنه آن أوان الاستراحة بعد عناء الطريق الطويل. لكن الحقيقة القاسية هي أن المعركة لم تنتهِ بعد.

العدو لم يُهزم بعد، وما زال يقبض بخناق الخراب على أجزاء واسعة من وطننا، وما زال أبناؤنا وأمهاتنا يُقتلون وتُغتصب كرامتهم في مدن الصمود: الفاشر، نيالا، كتم، زالنجي، الجنينة…

من يظن أن استرداد بحري أو جبل أولياء نهاية المعركة، فقد خان دماء الشهداء وظلم الشعب ووهّن الجبهة الوطنية.
فدارفور ما زالت تحت الاحتلال، والحصار يشتد على الفاشر كأنها القدس، والتطهير العرقي يمضي في غيّه بلا توقف.

إنه وقت الحقيقة، ونداء الواجب لا يُؤجل:

لا تدعوا أسلحتكم، لا تخلعوا خوذ الإصرار، ولا تطفئوا جذوة الغضب النبيل.

معركتنا لم تكن مجرد استعادة للعاصمة، بل معركة كرامة وطن، ومشروع تحرر كامل من مليشيا ظلامية زرعت الفوضى، وفتكت بالنسيج الاجتماعي، ونهبت القرى، واغتصبت النساء، وخطفت الأطفال، ومزقت الخرائط.

الآن…
إما أن نكمل المشوار نحو تحرير دارفور الأبية،
أو ننتكس كما انتكست الثورات السابقة، ونورث أبناءنا عار الخذلان.

الفاشر اليوم ليست مجرد مدينة، بل رمز الصمود الأخير، وجدار الصد الذي سيحدد مصير السودان كله. إما أن تُفك القيود عنها، أو تُغلق الأبواب على حلم الدولة العادلة إلى الأبد.

أيها الشعب العظيم،
عودوا إلى مواقعكم في الميادين، والمنابر، والكتائب، واللجان،
ارفعوا الوعي، وسلحوا الإرادة، وواصلوا الحشد والتعبئة،
كونوا نارًا تحرق اليأس، ونورًا يبدد الظلام.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات