الخميس, يوليو 31, 2025
الرئيسيةمقالاتالإعلام الوطني.. درع حكومة الأمل وسيفها .. ...

الإعلام الوطني.. درع حكومة الأمل وسيفها .. بقلم د.إسماعيل الحكيم..


لا يخفى على أحد أن الإعلام لم يعد وسيلة لنقل الخبر فحسب ، بل أصبح صناعة متكاملة تصنع الرأي العام وتوجهه، وتبني جسور الثقة بين الشعوب وحكوماتها، وتذود عن قيم الأمة وهويتها. وفي هذا المنعطف التاريخي، حيث تتطلع بلادنا إلى عهد جديد مع حكومة الأمل، يصبح الاهتمام بالإعلام الوطني ضرورة وجودية وفرضاً لازماً لا غني عنه .
ولقد أحسن وزير الإعلام الأستاذ الإعيسر حين أعلن عن اهتمامه بالإعلام الأجنبي ودعمه للوسائل الاجنبية ، فهو نافذة للتأثير وكسب المواقف الدولية. لكن الأولى ـ بل الأوجب ـ أن يكون الإعلام الوطني في صدارة الأولويات، لأنه حجر الأساس في بناء الداخل، ولأنه الحارس الأمين على وعي المواطن وحاضره ومستقبله.
فالإعلام الوطني هو الذي ينقل الحقيقة بموضوعية، ويُبصًر المواطن بما يدور في وطنه، ويحصّنه من الشائعات وحروب المعلومات، بل ويجعل منه شريكاً فاعلاً في معركة البناء لا متفرجاً سلبياً. وهو أيضاً الذي يمارس دوره الرقابي على السلطة والحكومة، فلا يُجامل على حساب الحق، ولا يُساوم على مصالح الوطن إنما يلتزم خط الوطنية الصادق، ويعمل وفق توجيهات وسياسات الدولة، متسلحاً بالمهنية والحرية المسؤولة.
ولكي ينهض إعلامنا بالمهام الجسام الملقاة على عاتقه، لا بد من تهيئة بيئته وتوفير متطلباته ، التي تبدأ بتدريب وتأهيل الكوادر الإعلامية، مروراً بتحديث الأجهزة والتقنيات، وانتهاءً بمنحه المساحة التي تتيح له الإبداع والمواكبة، في إطار الانضباط المهني والالتزام الوطني. فالإعلام بلا إمكانات يظل عاجزاً، وبلا رؤية يظل مشتتاً، وبلا حرية مسؤولة يظل صامتاً.
إن حكومة الأمل التي يعقد عليها المواطنون رجاء الخلاص والبناء، لا بد أن تضع الإعلام الوطني في قلب استراتيجيتها، فهو اللسان الذي يُفصح عن إنجازاتها، والعين التي تُبصر بها التحديات، والجدار الذي يحمي ظهرها في معارك الداخل والخارج.
إن الاهتمام بالإعلام الوطني ليس خياراً ثانوياً ، بل هو معركة بقاء وكرامة، وهو سلاح الأوطان في زمن تتقاطع فيه المصالح وتتصارع فيه الرسائل. فإذا ما أُحسن إعداده وتمكينه، كان خير سند لحكومة الأمل، وإن أُهمل أو تُرك، خسرنا معركة الوعي قبل معركة الميدان.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات