في زمنٍ يختلط فيه التآمر بالدبلوماسية، وتُلبَس الخيانة ثوب “المدنية”، يبرز عبد الله حمدوك كأحد أكثر الشخصيات السودانية إثارةً للريبة والشك. فالرجل الذي أطلّ على الشعب بكلمات ناعمة عن “الانتقال الديمقراطي” و”حكم المؤسسات”، كان في الواقع يخفي أجندة محكمة التنفيذ، تم التخطيط لها في غرف مغلقة في أبوظبي، ونفذتها مليشيا الدعم السريع على أرض السودان.
حمدوك.. من رئيس وزراء إلى عميل سياسي
منذ اليوم الأول لتوليه رئاسة الوزراء، لم يكن حمدوك سوى أداة ناعمة لمشروع خارجي هدفه:
تفكيك الجيش السوداني.
شرعنة مليشيات موازية.
فتح المجال أمام السيطرة الإقليمية على القرار الوطني.
وما كان ذلك ليتم لولا وجود داعم إقليمي واضح: دولة الإمارات العربية المتحدة، التي دعمت الدعم السريع بالسلاح والمال والإعلام، وجعلت من حمدوك الواجهة المدنية التي تخفف من حدة المشروع الانقلابي القادم.
خيانة مكتملة الأركان
حين جلس حمدوك مع حميدتي في كواليس الاتفاق الإطاري، لم تكن الغاية تسليم السلطة للمدنيين، بل تفكيك القوات المسلحة السودانية، ودمجها قسرًا في جسم غير مهني ولا وطني.
لقد قدم حمدوك كل التسهيلات السياسية والإعلامية لحميدتي، وصمت عن جرائم واضحة، ولم ينطق بكلمة عن تجاوزات الدعم السريع، بل تواطأ معهم تحت غطاء “الإصلاح الأمني”.
والأدهى من ذلك، أن حمدوك استقبل مبعوثين إماراتيين وساهم في التنسيق لتقليص نفوذ الجيش، وطرح مقترحات تُضعف القيادة العامة وتُعزز سيطرة المليشيا على مفاصل الدولة.
الإمارات.. الراعي الرسمي للفوضى
لا يمكن الحديث عن خيانة حمدوك دون الإشارة إلى الدور التخريبي للإمارات، التي أصبحت لاعبًا رئيسيًا في المشهد السوداني:
دعمت الدعم السريع بالسلاح النوعي.
سهّلت تهريب الأموال.
رعت اجتماعات سرية لإسقاط الجيش السوداني.
استخدمت حمدوك و”الحرية والتغيير – المجلس المركزي” كحصان طروادة لتمرير المشروع.
الشعب السوداني يُطعن من الظهر
بينما كانت الملايين من أبناء الشعب السوداني تفر من نيران الحرب، كان حمدوك يتنقل بين العواصم، يتحدث عن حلول سياسية ناعمة، دون أن يُدين المليشيا التي قتلت الأطفال ودمرت القرى.
لقد خان الرجل العهد، وتحوّل من مسؤول إلى شريك فعلي في الجريمة، وخصم على كل قطرة دم سُفكت بسبب صمته وتواطئه.
اخر الكلام : لا تسامح مع الخونة
حمدوك لم يكن ضحية، ولم يُخدع. بل كان يعلم تمامًا ما يفعل.
لقد اختار أن يصطف مع المليشيا والمال السياسي، وأن يبيع ثقة الشعب السوداني في لحظة تاريخية فارقة.
وسيبقى اسمه مرتبطًا بواحدة من أخطر حلقات التآمر على السودان:
تفكيك الجيش، تسليم السلطة لقوة مسلحة غير شرعية، وتمهيد الطريق للتدخل الأجنبي المباشر.
ولن يغفر له التاريخ.
(اللھ غالب)